لا بلاك الله ابعاقة *

نشر في 27-08-2011
آخر تحديث 27-08-2011 | 22:01
No Image Caption
 يوسف عوض العازمي لا شك أن للعلاقات الثنائية بين الدول أهمية كبيرة، خصوصا إذا كانت دولا متجاورة، والعلاقات بين الدول شبيهة بالعلاقات بين الأفراد، فإذا أنت مثلا عندك جار طيب ويلتزم حدود الجوار فبلا شك ستكون سعيدا ومطمئنا، وإن كان العكس فالله يكون في عونك.

والمثل يقول "الجار قبل الدار"، أو "إذا جار عليك جارك حوّل باب دارك" فالحل في مثل هذه الحالة هو البيع بخسارة لربح راحة البال والطمأنينة التي فقدت.

طبعا في حالة الجيرة الجغرافية بين الدول فالحال تختلف، وهنا لا تستطيع الدولة المستاءة أن تنقل مقر إقامتها، فالوطن لا يباع إنما لابد من حلول عاقلة ومنصفة لحل أي مشاكل عالقة بين أي دولتين متجاورتين.

والآن ظهرت لنا في الكويت مشكلة الاعتراض على بناء ميناء مبارك في المنطقة التي تقع قريبا من حدود العراق، ومن احتج ورفض هذا الشيء ليس شخصا عاديا أو أحدا من سياسيي الأحزاب العراقية إنما هو الناطق الرسمي لحكومة العراق.

لذلك لو كان الأمر لي لتعاملت مع هؤلاء الناس بسياسة واضحة جدا ومعلنة، لأن أي اتفاق غير معلن ولا شهود عليه سيتم إنكاره من قبلهم، ولا ننسى أن لتوقيت الاعتراض مغزى واضحا وهو قرب ذكرى احتلال العراق لدولة الكويت قبل عشرين عاماً، وفي وقت لا تزال بعض القضايا عالقة.

ولا بد أن يكون القرار واضحاً وحازماً لأن مثل هذه الدول لا يجدي التعامل بدبلوماسية معها نفعاً، فقد قدمنا ما قدمنا من تضحيات كبيرة أثناء الغزو وبعده، تضحيات بأشياء كنا نعتبرها مسلمات يجب أن نتصلب حيالها ونحزم أمرنا تجاهها.

ومن الطرق التي أراها مناسبة لمعالجة الأمر الاجتماع بين الحكومة ممثلة بوزير الخارجية مع لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة للنظر في هذا الأمر، واتخاذ القرار المناسب الذي يراعي مصلحة الكويت ومواطنيها، وبنفس الوقت لا يمس السيادة الكويتية على إقليمها بشكل يتوافق والقرارات الدولية في شأن غزو العراق للكويت.

وبعد الاتفاق على القرار المنشود المزمع اتخاذه يتم إرسال مبعوث إلى الجانب العراقي يحمل رسالة فيها مضمون ما اتفق عليه وما تم إقراره، فإن وافق العراقيون يدعى الجانب العراقي إلى الكويت أو العكس ويتم الاتفاق، وحتى لا يستطيع الجانب العراقي التجرد من أي اتفاقية أو الإفلات منها فلتوثق في الأمم المتحدة.

وفي نفس الوقت تستمر الضمانة الدولية لأمن الكويت لحمايتها من أي طامع أو متهور اغتر بقوته العسكرية، فأمن البلد ليس عرضة للمساومات السياسية أو الحملات الانتخابية إنما هو التزام نضعه على رأس أولوياتنا، فالأمن قبل الخبز، وحماية البلد وأهله مسؤولية عظمى ليست بالسهلة ولا اليسيرة، وإن شاء الله أن من يتصدى لهذا الأمر المهم ويعيه تماما هم نخبة من خيرة رجال الكويت، و"لا بلاك الله ابعاقة".

* من قصيدة شهيرة للشاعر الكويتي "صقر النصافي" رحمه الله.

back to top