«فرع الغاز» ذلك هو الاسم الذي اخترته لمجلس الأمة الكويتي في هذه المرحلة العصيبة التي أنتجتها سياسات حكومات الفساد المتعاقبة منذ 2006 والتي تفننت في تفكيك مكونات الشعب الكويتي، وتأجيج مشاعر الغضب والكره بين أبنائه، وهبطت بهيبة القانون ومؤسسات الدولة إلى الدرك الأسفل من الانهيار.
الهوس الديني الذي أفرز لنا برلماناً يحمل مع كل نقيض نقيضه ومع كل متطرف المضاد الحيوي له، هو نفسه الهوس الذي وجد في أحداث الثورة السورية مادة تستحق التبكير على سلم الأولويات التي اتفق نواب الأغلبية النيابية، مثل إنشاء الهيئة العامة لمكافحة الفساد والكشف عن الذمة المالية وجامعة جابر للعلوم التطبيقية واستقلالية القضاء.وطبيعي جداً بوجود هذا الكم من المجاهدين في سبيل الله والعقيدة والمذهب وسورية والبحرين، وكل قضايا المسلمين حول العالم، فلن نسمع عن قضايا الكويت سوى مشكلة المتشبهين بالنساء وضوابط الحفلات الغنائية.«فرع الغاز» ذلك هو الاسم الذي اخترته لمجلس الأمة الكويتي في هذه المرحلة العصيبة التي أنتجتها سياسات حكومات الفساد المتعاقبة منذ 2006 والتي تفننت في تفكيك مكونات الشعب الكويتي، وتأجيج مشاعر الغضب والكره بين أبنائه، وهبطت بهيبة القانون ومؤسسات الدولة إلى الدرك الأسفل من الانهيار.لقد كان أول تعليق لي بعد أن وقع ما كنت أخشاه في الدائرة الثالثة هو:» لقد أثمرت شجرة المر بعد أن رحل ساقيها»، نعم ذلك هو البعد الذي رآه من تعمقوا في تفاصيل المرحلة السابقة، فلا مال يمكنه أن يصلح الأضرار التي لحقت بجدار هيبة القانون وعمقه، ولا «هَبّات» تلفزيون دولة الكويت أو برامجه تستطيع أن «تبلسم» جراح النفوس التي تباغضت ثم تباعدت. خلاصة القول أن الأمور تسير الآن دون الحاجة إلى ممول أو موجه.فرع الغاز هو صنيعة الضخ الإعلامي الكاذب الذي صوّر و«مَنتج» و«فلفل» للناخب غير المتابع سلسلة من الأباطيل مفادها، أن الحكم في دائرة الخطر ونصوص المذكرة التفسيرية تعدٍّ على المقامات الرفيعة، وأن البدو مظلومون والشيعة مهضومون، والسنّة مآلهم إلى الابتلاع، وأهل المناطق الداخلية سيرحلون إلى أقاليم المستنقعات البعيدة، وأهل بطنها سيباعون كالرقيق في سوق «واجف»، كل ذلك وأكثر، حقن في رؤوس الناخبين، ثم أتتهم الفرصة ليخرجوا ما في نفوسهم من خوف وشجن وكره وغضب وألم في لحظات لا تزيد على دقيقة أو نصف الدقيقة.اليوم يحصد الناخب المرهق من غلاء المعيشة وطول انتظار بيت العمر، المتذمر من خراب الجهاز الإداري وتفشي الفساد فيه، «المتحلطم» من زحمة المرور اليومية، ثمار البذرة التي ألقاها في صندوق الانتخابات بأسرع مما يتوقع، ومن الجلسة الثالثة في عمر مجلس الأمة الجديد تقدمت سورية على القضية الإسكانية، وخصص لها المجاهدون ساعة كاملة للخطب والمزايدات، كما تفرغ النائب عبدالحميد دشتي لتوزيع نسخة من دستور سورية الجديد في تأكيد لنظرية النقيض ونقيضه، وغداً البحرين لأن من حق الأقلية أن تطلب ساعة لمناقشة الأوضاع في البحرين تماماً مثل مجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان.في الختام أوجه كلامي إلى المواطن الذي حاله من حالي، قد يذهب مجلس ويأتي آخر وقد ترحل حكومة و»نتدبس» بغيرها، الشيء الوحيد المؤكد هو أن مشاكلنا باقية في مكانها وتمد جذورها في أرض الإهمال، فانظر ماذا فعلت بنفسك وبمستقبل أبنائك؟ كما أوجه كلمة إلى الحراك الشبابي أين أنتم مما يحدث في مجلس الأمة؟ هل الوضع تمام؟الفقرة الأخيرة: سورية والبحرين هما من ترسمان مسار مجلس الأمة الكويتي، وليس ما تعهد به النواب أمام مرشحيهم أثناء الانتخابات.
مقالات
الأغلبية الصامتة: فرع الغاز
01-03-2012