حضر الشعب وغاب المواطنون!
بكل اختصار أيها السادة:إن حالة "الربيع العربي" التي لا يقبل فكرتها عقلي البسيط، لن يكون لها موطئ قدم في بلدي ذي المناخ الصحراوي، كما تعلمنا في دروس الجغرافيا.
فلا يمكن وصف ما يحصل في الكويت هذه الأيام "بالفوضى الخلاقة".نعم، هي الفوضى بعينها، ولكن الكثير من الممارسات تفتقر إلى الأخلاق!فالواقع يقول:إنهم قد ذهبت أخلاقهم وذهبوا وتمذهبوا،وهبّوا، وتأهبوا لكل شيء...إلا المواطنة!ولا يمكننا وصفه "بالمخاض العسير"نعم هو عسير ومستعسر وعسِر...ولكن أي مخاض يجب أن يكون مسبوقاً بمرحلة حمل!وبعض المتصدين للشأن العام من النخبة (إن لم يكن الأغلب) لا يحملون سوى أسلحة التهميش وإلغاء الآخر وازدواج المعايير والتصيّد على من يخالفهم في الرأي!والأهم من هذا وذاك، حقيقة أن الكثيرين منهم قد تجاوزوا "سن اليأس" منذ زمن بعيد...فهم أبعد ما يكونون من فكرة الحمل والولادة والمخاض وكل تلك المعاني! نعم، نحن كمواطنين، نهوى ونمجّد ونحمد ونشكر بالقانون، و"دستورنا سورنا" دائما كما يحفظها غيباً ويرددها على الدوام "هواة السياسة"، رغم أن معظمهم لا يعلم في أي يوم وُلد دستور 62، وكم يحوي من مواد!ولا عجب، فهم أبعد ما يكونون عن لغة الأرقام.كل هذا يحصل عندما تركبنا حالة المواطنة، ولكن عند العودة إلى مصاف الشعب لنمارس حياتنا اليومية، فنحن نكسر قانون المرور عند أقرب دوار، ونهدم قانون البلدية عند باب ديوانيتنا (الچينكو) غير المرخصة، ونمرّغ قانون النظافة بالوحل عندما نمارس هواية توزيع القمامة في الشوارع من نوافذ سياراتنا الأقساط!ونتحذلق على قانون المخيمات مع انتهاء كل فصل ربيع، ونكشف عورة المال العام عندما نمارس هواية (السياحة الطبية) على حساب الدولة لعلاج (البهق والأسنان وتساقط الشعر والنشلة المزمنة...إلخ)!إن المواطنة أيها الشعب ليست "حالة موسمية" يعيشها الإنسان متى شاء وكيف شاء، يمارسها عند الضرورة وتنتهي مدة صلاحيتها عند أول تضارب لها مع المصلحة الشخصية!بل هي عقيدة راسخة لا تتجزأ حسب الأهواء.أما بالنسبة لأعضاء مجلس أمتنا الأكارم، فحكايتهم حكاية، وسنلتقي معهم حتماً في القادم من الأيام.ودمتم مواطنين...خربشات:س: هل نحن في حاجة إلى "غزو" جديد لترسيخ معنى الوطن؟ج: طبعا لا، تكفينا سرقة مليارية واحدة، ووطن... "واحدة"!* twitrer: @Dralijamal