منذ يوم الأربعاء الماضي، الذي تلقى فيه منتخبنا الوطني الهزيمة أمام المارد الكوري الجنوبي، التي خرج على أثرها من تصفيات كأس العالم 2014، ولا هم لبعض "بياعة القلم" وصِبْيان شارع الصحافة إلا البحث عن كبش فداء لتحميله مسؤولية الإخفاق، وطبعاً وفي هذه الظروف ليس هناك أفضل من "عريس الغفلة" المدرب غوران، لذلك وجدناهم خلال الأيام الماضية لم يكن لهم حديث سوى "غوران ويا طلابة غوران"، وأصبح الكل يطالب بضرورة إقالته بعد فشله في تحقيق الحلم، بل إن هناك من ذهب للتشكيك في قدراته، وإنه أصلاً كان مساعداً للمدرب الوطني محمد إبراهيم، وكان يعرض نفسه على الأندية قبل أن يحظى بالفرصة التاريخية لتولي مسؤولية تدريب منتخب بحجم منتخب الكويت، ولم يكن ينقصهم إلا أن يقولوا إنه "كان يبيع بَنَكْ في المدرجات"، ونسي هؤلاء جميعاً أنهم وإكراماً لعيون المعزب، وتلميعاً لزعيم التكتل ورئيس الاتحاد غير الشرعي، تغنوا باسمه وباعوا الشارع الرياضي والجماهير المجد المزيف، عندما قاد الفريق إلى الفوز في بطولة "دايخه" هي غرب آسيا وبعدها كأس الخليج.

Ad

وحتى نكون أكثر وضوحاً لسنا هنا بواقع الدفاع عن غوران أو تبرئته من المسؤولية، بل نؤكد أنه يتحمل جزءاً منها، لكننا نريد من الجميع أن يتحمل مسؤولياته، وأولهم إدارة الاتحاد ورئيسه الذي لو كان غيره على سدة المسؤولية لسن "بياعة القلم" سكاكينهم وعلقوه في ساحة الصفاة ليسلخوا جلده حياً لتخبطه وتقصيره، لكن المسؤول للأسف هذه المرة هو طويل العمر سعادة الرئيس ولي نعمتهم، لذلك تجدهم كمن "بلع الطير لسانه".

لذلك نعود ونؤكد أنه مثلما هو غوران مذنب هناك آخرون أكثر وأكبر ذنباً في ما حل بالمنتخب، فهو ليس من وضع برنامج مسابقات الموسم، وليس من قرر المشاركة في الدورة العربية بالمنتخب الأول، بحثاً عن بطولة وهمية تغطي فشل "تبون كأس آسيا"، وكانت النتيجة أن أنهكت قوى اللاعبين وحملوا فوق طاقتهم وأصبحوا عرضة للإصابات بسهولة، وبالتأكيد ليس هو من أهمل واجباته الإدارية ليعود بعد ذلك ليتهم المدرب بالفشل واللاعبين بعدم الطموح في المباريات الحساسة لينأى بنفسه عن تحمل المسؤولية.

بنلتي

في السابق عندما كان يفشل المنتخب في أي مهمة كان بعض أعضاء مجالس إدارات أندية التكتل ممن يتحركون بالتحكم عن بعد بالريموت كنترول تجدهم كأنهم فريق سباق تتابع، يسلم كل منهم طرف الجملة للآخر "ما يلحقون يبلعون ريجهم من كثر التصريحات" المتتالية التي تطالب بتنحي القائمين على المسؤولية ومحاسبتهم، وتشعر أنهم ممثلون بيدهم نصوص لأدوار موزعة عليهم يريدون تأديتها على أكمل وجه.

لكن في هذه المرة مشكلتهم أن من فشل هو المنتج الذي كان يتولى الإخراج عادة في المرات السابقة، وكان يقوم بتأليف العمل ويشارك أحياناً في بطولته، لذلك سيكتفون هذه المرة بأداء دور القردة الثلاثة "لا أسمع... لا أرى... لا أتكلم".