منظور آخر: السحر حيلة الضعفاء!

نشر في 30-10-2011
آخر تحديث 30-10-2011 | 00:01
No Image Caption
 أروى الوقيان حقيقة لم يعد خافياً أن العديد من الناس باتوا يلجؤون إلى السحر، وعلى الرغم من زعم الأغلبية أنهم يملكون الوازع الديني، وعلى الرغم من تقصير ثيابهم وحمل بعضهم للقرآن وعدم تركهم التسبيح، فإنهم يمارسون السحر ويلجؤون إليه.

من يلجأ إلى السحر هو إنسان فاقد للإيمان، وغير راض بقدر الله وابتلائه، وينظر إلى السحر على أنه الطريق السهل الممهد للوصول إلى جميع طموحاته.

وأحيانا ما تكون طموحات الإنسان سخيفة متواضعة في ضوء ما يحدث في العالم من مآس، فالزوجة التي تسحر زوجها ليكون خاتما في إصبعها، ويلبي طلباتها دون تردد، ليست سوى إنسانة تافهة حتى في طموحاتها، فليس هناك شخص يستحق أن نخسر آخرتنا من أجله.

وتلك التي تقوم بـ"أعمال" لجلب الحظ، ووضع الخرزة لفك العقد وتيسير الأمور، كل هذا نوع من السحر غير المباشر، وتلك الحجب والآيات المكتوبة بماء الذهب وما إلى ذلك من سحر محبة وتفريق وما إلى ذلك من أمور، لهي سحر خالص لا شك فيه، فكل ما في الأمر أنها اتخذت أسماء أخرى للتخفيف من حدة كلمة السحر على الزبائن. وأهمس في أذن تلك الأم التي تقوم بـ"عمل" لجذب "العرسان" لتزويج بناتها، لأقول "ما بني على باطل فهو باطل"، كيف تسمحين لنفسك أن تزوجي بناتك بهذه الطريقة القذرة؟! هل يستحق الديكور الاجتماعي أو الرغبة في الزواج أن تسلكي هذا الطريق المظلم؟!

و أعرف رجالاً مع كل أسف لجؤوا إلى السحر من أجل الترقية والوصول إلى مناصب رفيعة، أتستحق الترقية ما آلت إليه نفسك الواهنة التي لا تحلم سوى بالمراكز!؟

لو كانت الحياة سهلة وطريقها مفروش بالورود لمللناها وشعرنا بالزهد فيها ووقتها تصبح لا تستحق العيش.

هناك حكمة أرادها الله لنا، حين جعلنا نمر بالضيق ليثبت لنا أن مع العسر يسرا، ولولا السواد لما رأينا جمال البياض، ولولا ليالي الحزن لما احتفينا بأيام الفرح، وليس هناك أجمل من قضاء الله وقدره، حتى إن بدت الحياة قاسية أحياناً كثيرة، فثمة شيء جميل ينتظرنا لا نعرفه بعد ولم نلتقه، ولكن إن آمنّا بالله فقط فسنجد الإيمان يقودنا إلى أن نختار الطريق الذي قدره الله لنا، حتى إن كان الطريق وعراً أحيانا فهناك دوما حكمة من ذلك، لا تجعلوا أيام الضعف واليأس تقودكم إلى دروب السحر والشعوذة فتلك خسارة أبدية من عبد عصى ربه، فخسر نفسه ودينه، ليبيع نفسه إلى مجموعة من المشعوذين!

قفلة:

حدد الباحث الدكتور محمد عبدالعظيم ويحمل لقب باحث في شؤون "الطب الروحاني" حجم تجارة الشعوذة بنحو عشرة مليارات جنيه، متضمنة ما يطلبه الدجالون من المرضى من مستحضرات وأدوات غريبة محلية وأحيانا مستوردة من الهند وباكستان، وهذا رقم يزيد على نصف حجم الاقتصاد السري في مصر، والذي تقدره المصادر الاقتصادية بنحو 16 مليار جنية، وذلك حسب تحقيق حمدي رزق- القاهرة/ صحيفة "المستقبل" في عددها الصادر في (2 تموز 1999).

back to top