«أخيراً حققت ما كنت أحلم به طوال السنوات الماضية ونزلت عند رغبة الجمهور الذي يطالبني بتقديم عمل غنائي بعيداً عن التمثيل وتقديم البرامج»، بهذه العبارة بادرت الفنانة الجزائرية أمل بو شوشة «الجريدة» التي قصدتها للدردشة معها حول أغنيتها الأولى «ضرب جنون» التي أطلقتها حديثاً وحول مشاريعها المستقبلية ونظرتها إلى الحياة، وأبدت سعادتها بوجودها في لبنان، البلد الذي أطلق فنانين كثراً.

Ad

ما أصداء أغنيتك «ضرب جنون»؟

إيجابية وتبشّر بالخير، على رغم أنني لا أدعمها بشكل كبير عبر الإذاعات لأترك للمتلقي الخيار في انتظار بثها في حال أحبّها والتمعّن بمضمونها ولحنها وتوزيعها.

كيف تقيّمينها؟

الأغنية من كلمات سمير نخلة، ألحان روجيه أبي عقل وتوزيعه، دمجنا فيها أنواعاً عدّة من الموسيقى من بينها: اللبناني والإسباني والراي، لذا تميزت وبدت خفيفة ولا تزعج أذن المستمع. أتمنى أن تنتشر بشكل أوسع، وأشكر كل من عبَّر لي عن إعجابه بها، وقد صُوّرنا الكليب في المغرب.

كيف اخترتِ هذه الأغنية؟

لم اخترها بمفردي، بل بمساعدة القيمين في شركة Music Is My Life التي تدير أعمالي وشركة «يلا موزيك» التي تملك الحق في إبداء رأيها كونها منتجة الأغنية.

لماذا هذه الأغنية بالذات؟

لأنها تشبه شخصيتي وصوتي، وجملتها الموسيقية مميزة وكلماتها عفوية بعيدة عن الفلسفة والتعقيد وتُحفظ بسرعة.

ما الفكرة التي يتمحور حولها الكليب؟

تغرم فتاة راقية وجريئة بمدرب رقص ضمن إطار استعراضي لافت بعيد عن الإثارة المبتذلة.

كيف تقيّمين الكليب؟

جاء على قدر توقعاتي وأنا راضية عنه تماماً، فهو يجمع بين الرقص والغناء والتمثيل، في محاولة مني لإظهار قدرتي على إتقان هذه العناصر الثلاثة.

ما ردّك على الانتقادات التي طاولت اختيارك البطل الذي يشاركك في الكليب؟

أحترمها، إنما أريد التوضيح أن القصد لم يكن الإتيان ببطل وسيم يتمتع بجسد مميز وعضلات مفتولة... بل أن يكون راقص فلامنكو محترفاً يخدم فكرة الأغنية. من هنا وقع الاختيار على أمادور بوخاس، وهو غجري وأحد أهم راقصي الفلامنكو في العالم، وقد أذهلني بقدرته الاستثنائية على تحريك جسده وخطواته الراقصة...

ترفضين التركيز على جمالك الخارجي في الكليب، لماذا؟

لأن المشاهد يستمتع بالجمال الخارجي لمرة أو اثنتين وفي النهاية سيملّ وينتقل إلى مشاهدة كليب آخر. تزدحم الساحة الفنية بفنانات جميلات، لذا أشدّد على المضمون الجميل للكليب ليكتشف المشاهد أموراً جديدة في كل مرّة يشاهده فيها.

لكن الجمال الخارجي يساهم في انتشار الفنانة!

إلى حدّ ما. اليوم لا وجود لإمراة قبيحة. الجمال الخارجي لا يدوم ولا يؤمن الاستمرارية للفنان. كم من فتيات جميلات قدَّمن أغنية أو اثنيتن ولم نعد نسمع بأسمائهن؟! ما زلت في بداية الطريق وأملك طاقة ومقومات فنية، فلماذا لا أوظفها بالشكل المطلوب وأقدّم عملاً متكاملاً بدل الاكتفاء بتصفيف شعري والاهتمام بماكياجي وفساتيني... هذه العناصر مهمة لإنجاح العمل، لكن ليست الوحيدة إطلاقاً.

بعد تخرجك في «ستار أكاديمي» تأخرت في إطلاق أول أغنية لك، هل شعرت باليأس يوماً؟

أبداً، كل يوم يمرّ يزيدني حماسة وأملاً بالمستقبل. لست من الأشخاص الذين يستسلمون بسهولة، فقد علمتني الحياة أن المثابرة هي العنصر الأهم لتحقيق ما نصبو إليه. ثقتي بنفسي وبقدراتي كبيرة وأنا محظوظة، على رغم ابتعادي فترة عن الساحة الغنائية وانصرافي إلى التمثيل وتقديم البرامج، لأنني أكتسبت خبرة ونضجاً وتعزَّز حضوري على الشاشة وتعرفت إلى أشخاص كثر في عالم الفن ومن أهل الاختصاص، وتعاونت مع شركة إنتاج فرنسية محترمة هي «يلا موزيك» التي تعدّ أكبر مكتبة موسيقية على الإنترنت، فساعدتني على أن أخطو خطواتي الأولى في عالم الغناء.

هل يختلف التعامل مع شركة إنتاج أجنبيَّة عن العربيَّة؟

لا يمكنني الحكم في ذلك كوني لم أتعاقد يوماً مع شركة إنتاج عربية. لكن لا شك في أن التفكير الغربي يختلف عن الشرقي. ثمة احتراف في الغرب ولا وجود للمجاملات والثرثرات وغيرها، بل تركيز على المصلحة المشتركة وتقديم أعمال ناجحة والإيمان بضرورة أن يستفيد الفنان أولاً لتستفيد الشركة من بعده.

كيف تعرَّفت إلى هذه الشركة؟

من خلال شركة Music Is My Life لصاحبها غسّان الشرتوني التي تتعامل مع شركة «يلا ميوزيك». يؤمن شرتوني بموهبتي وبأن مستقبلاً باهراً ينتظرني في عالم الفن.

ما الأصداء على الأغنية على صعيد الصحافة؟

هنأني البعض لأن الأغنية بدأت تحتلّ المراكز الأولى في سباق الأغنيات على رغم أنها طرحت في الأسواق حديثاً. لم أسمع أي انتقاد، إلا أن صدري مفتوح للملاحظات البنّاءة التي تساهم في تطوير أدائي.

كيف تقيمين علاقتك مع الصحافة؟

ممتازة. لا مشكلة لدي مع أي صحافي، بل أحترم الجميع وتربطني ببعضهم صداقة ولا أنسى دعمهم لي منذ تخرجي في «ستار أكاديمي» لغاية اليوم.

وماذا عن الفنانين؟

تلقيت اتصالات تهنئة من الفنان مروان خوري والموزع الموسيقي مارك عبد النور والملحن طارق أبو جودة...

هل ثمة تعاون قريب مع مروان خوري؟

أتمنى ذلك من قلبي. أعشق أغنياته وأقدّر فنه وسأكون سعيدة في حال تم التعاون بيننا.

كيف تقيمين علاقتك مع المؤسسة اللبنانية للإرسال؟

ممتازة. انطلقت في برنامج «ستار أكاديمي» الذي يقدّم على شاشتها وتربطني بالإدارة علاقة صداقة.

هل من الممكن أن نراك ضيفة في أحد برامجها؟

لم لا؟ أتمنى ذلك.

حين نستمع إلى أغنيتك الجديدة نشعر بأنك ثائرة على الرجل!

(تضحك) من الطبيعي حين يجرح الرجل المرأة أن تقول له «ما عندك طعمة ولا لون، إنس غرامي»، وعندما أتعرّض للغدر في الحبّ «ببرم ضهري وبمشي».

هل تثقين بالرجل؟

ليس بشكل كامل. دفعتني المواقف التي صادفتها في حياتي إلى أن أكون حذرة منه. تعشق المرأة بإحساسها فيما تحرّك الغريزة الرجل أكثر من الإحساس.

هل يخافك الرجل؟

نعم وأستغرب ذلك. الرجل الذي يخاف المرأة القوية أو الجميلة أو المشهورة ليس رجلاً بكل ما للكلمة من معنى.

ما الذي يلفتك فيه؟

أسنانه، مع أنني لا أتعلق بالشكل لأن المضمون يهمني، ويعجبني الرجل المثقف الذي لديه مكانته في المجتمع.

تستقرّين في لبنان، ماذا يعني لك هذا البلد؟

أفتخر بأني جزائرية وأعتبر لبنان بلدي الثاني، إذ عرفت الشهرة على أرضه وغمرني الشعب اللبناني بمحبته وكرمه، وأنا سعيدة بوجودي في هذا البلد الذي انطلق منه فنانون كثر. يملك لبنان سحراً لا أجده في أي بلد ثانٍ، خصوصاً أنه يجمع بين الحضارتين الشرقية والغربية.

هل ثمة مشاريع تمثيلية جديدة على شاشة رمضان المقبل؟

لا أعتقد، لأن تركيزي راهناً على الغناء.