بنفس الحسرة التي نستذكر معها الجيل الذهبي لكرة القدم الكويتية كلما خرجنا مبكراً من تصفيات كأس العالم، أو فشلنا في الاحتفاظ بكأس الخليج، أو حتى صدقنا وعود كأس آسيا، نسترجع أيام الزمن الجميل من الحياة البرلمانية الكويتية، وتعود لتصرخ على مسامعنا كلمة المرحوم سامي المنيّس "وين رايحين"!

Ad

عذراً يا "بوأحمد"، فإننا نعيش حالة غير مسبوقة من "انعدام الوزن"، حيث تفشل كل قوانين الفيزياء التي سطرها "نيوتن" وأصدقاؤه عن تحليل سبب اللاوعي الذي أخذ يتأصل في داخلنا!

فعندما تفقد المعارضة ذلك التوازن الذي فقدته السلطة التنفيذية منذ زمن، تكون المحصلة النهائية هي انعدام الثقة بالسلطتين على حد سواء.

وعندما يتم تثبيت حالة "الهوى" وتتغير "الهوية" المعارِضة التي كنا نعرفها وتضعف "الحالة القِيَميّة" لدى السلطتين، يكون الناتج العام "شارعا" يتيم الأبوين ومجتمعا مشردا لا يرى أمامه سوى بهلوانات تتراقص في كل مكان على ألحان التخوين، وبلدا مهملا يتباكى على أطلال الماضي الجميل الذي أخذ يتهالك تدريجاً بسبب التقادم!

فمع كامل تقديرنا لماضيكم الذي استنزفتم معظم معالمه الجميلة، ومع كامل احترامنا لتاريخكم الذي شوهتم معظم ذكرياته بأدائكم الصبياني، لم يعد أداؤكم أيها السادة يسمن ولا يغني من جوع!

أما بعد الاحترام والتقدير والتحية، فاسمحوا لنا (أو لا تسمحوا لأنه لم يعد ذا أهمية) أن نطرق باب الدستور الذي اعتبرتموه ملكاً خاصاً لكم!

فالنظام البرلماني الكويتي أيها السادة يختلف عن غيره، حيث راعى المشرع خصوصية المجتمع في صياغة مواده، واختيار منصب رئيس الوزراء أو تنحيته وهو حق مطلق لسمو الأمير، حيث إن الوزارة لا تحتاج إلى ثقة مسبقة من البرلمان، فهي بعد أدائها لليمين الدستورية أمام سموه تكون حقيقة قائمة، أما أداؤها لليمين داخل المجلس فلا تتعدى إطار "الشكليات".

من هنا نرى أن أي حكومة تبدأ مشوارها بالسعي إلى تكوين أغلبية نيابية تضمن الاستمرارية "بعد" التكليف، الأمر الذي يحتاج إلى ديناميكية عالية، وحراك مرهق طوال عمر الفصل التشريعي، مما يؤثر سلباً في أداء السلطتين التشريعية والتنفيذية.

ومن الواضح أنه على مر الـ50 سنة المتقطعة من العمل بالدستور، وقف الجميع في صفوف المعارضة بمرحلة من المراحل، كما أن الجميع كان في "جيب" الحكومة عند الضرورة. بمعنى آخر "ما فيش حد أحسن من حد"!

ختاماً، يرى البعض أنه لا مفر اليوم من التعديلات التشريعية المتأنية والعقلانية التي يجب أن تصدر من مطبخ الأمة... إلا أنكم أيها السادة لا تجيدون فن الطبخ!

خربشة:

"البلطجة النيابية" ليست "حصرية" للمعارضة!