وصل إلي العديد من الردود والتعقيبات على مقالي السابق تحت عنوان «تيار البطيخ» تحدثت عن المشاكل التي يعانيها التيار الوطني الديمقراطي بشكل عام، وان هذه المشاكل لا تجد لها حلولاً على الرغم من تعاقب الأمانات والتنسيقات على مختلف أجزاء التيار الوطني، وان هذا الإرث العظيم سيهدم إن لم نجد له حلا وسيصبح تيارنا الوطني تيار... بطيخ.
تنوعت هذه الردود والتعقيبات بين غاضب بسبب عنوان المقال وبين مؤيد لما جاء فيه، وان النقاط التي ذكرت كانت نقاطا في الصميم. وبعيداً عن ردود الفعل ما أعرفه أنا أنه في وقت كتابتي للمقال السابق كنت أرى أجزاء هذا التيار وهي تتهاوى لعدم حلنا للمشاكل الواضحة للعيان، فكانت التسمية تعبيرا مجازيا أن هذا التيار بدأ يتعب ويهرم ولا بد من التحرك.مازلنا بعد كل هذه السنوات نتحجج بنهج الحكومة المعادي للديمقراطية، وخط سيرها القائم على شراء الولاءات وفتح «حنفية» المعاملات للنواب المحسوبين عليها لضمان تصويتهم، لكن السؤال هو ما الجديد...؟ فهذا كان هو ديدن الحكومة منذ بعيد الأمد، ولا أعتقد أنه سيتغير في الفترة المقبلة، خصوصا مع تحويلات حسابات النواب والوزراء إلى النيابة، أفليس الأجدر بنا أن نتغير نحن وأن نجد طرقاً جديدة وقطاعات جديدة لنوصل رسالة التيار الوطني الديمقراطي إليها ليكون التغيير من الشعب ويشمل النواب في النهاية؟ما هي المحاولات التي قمنا بها – وأقصد هنا المحاولات المدروسة والمخطط لها - لدخول التيار ومرشحيه في ما يسمى بالمناطق الخارجية؟ هل أهّلنا ورشحنا ودعمنا مرشحاً ليثبت وجود التيار على الأقل في الدائرتين الرابعة والخامسة؟ أم كل ما قمنا به هو التشبث بعدد من النواب من أنصاف الوطنيين الديمقراطيين، لنجلس في ما بيننا ونقول لدينا 6 أو 7 نواب في المجلس، وقد لا نمتلك حقيقة إلا نائبين أو ثلاثة؟ هل نعرف من سنؤهل في الانتخابات المقبلة؟ هل نعلم ما هو الهدف المقبل بعد استقالة الشيخ أحمد الفهد؟الجواب هو لا نعرف أو على الأقل أنا لا أعرف... نحن في مرحلة حرجة، والألم فيها لا يطاق، والصراخ على قدره لم يعد يجدي نفعاً، يجب أن نكون قاسين على أنفسنا، ونبدأ بجلد ذاتنا، إن كنا مهتمين برسالة التيار الوطني الديمقراطي، لم تعد تربيتنا على أكتاف بعضنا البعض هي دليل ولائنا لدولة مدنية دستورية... بل هو صراحتنا... حتى لو كانت قاسية.
مقالات
تيار البطيخ ( 2)
10-09-2011