لا يمكننا القول إن الأقنعة قد سقطت، فالرؤوس من الأساس لم تكن مغطاة خلال فترة الانتخابات، ونقطة الحياء قد تبخرت من جِباه الكثيرين، والواضح أن طبول الطائفية كانت تقرع بقوة في كثير من المقار الانتخابية العامرة والجماهير كانت تصفق بحرارة، ونيران الفتنة كانت تتصاعد ودخانها يغطي سماء الكويت خلال تلك الفترة.
إن الجزاء أيها السادة غالباً ما يكون من جنس العمل، وحفلات الردح في مجلس الأمة التي يعيبها معظم الشعب اليوم ما هي إلا نتيجة طبيعة لمخرجات صناديق الاقتراع بالأمس القريب، وكما يقول أينشتاين "كيف لك أن تعيد التجربة بنفس المعطيات، وتتوقع نتائج مغايرة"! إنه ليس من المنطق إلقاء اللوم على "أمراء الطوائف" من النواب، فهم كالبكتيريا والطفيليات التي لا تعيش وتتكاثر إلا في الأجواء الموبوءة، بل نلوم العقلاء من النواب الذين يتمايلون بالرقص ويطربون لألحان الوحدة الوطنية عند كل تجمع وطني، كما نلوم الشباب الوطني الواعي الذي تغرقه أمواج الطائفية عندما يكون الوطن في أمس الحاجة إلى طوق النجاة! إن الوطنية أيها المواطنون لا تعني الانسلاخ من الطائفة أو القبيلة أو العائلة، بل هي الاعتقاد بقبول الآخر وعدم إمكان إلغائه، والمواطنة البناءة لا تنطلق من العاطفة و"الأوبريتات" الغنائية والمسيرات، بل هي عقيدة ركيزتها التعايش السلمي والعمل من باب المساحات المشتركة بين شرائح المجتمع لبناء الوطن. ختاماً، كيف لنا أن نصل إلى حل لأزماتنا المتفاقمة بينما لا يزال هناك بعض أعضاء السلطة التشريعية الذي يعتقد أن الخباز الإيراني في فرع الجمعية يضيف له السمسم على "الخبزة" بالمجان من باب ممارسة "التقية"!خربشة: انتبهوا لأكاذيبهم، فالكويت دولة "مدنية"... والدليل على ذلك سقوط فكرة تعديل المادة الثانية من جدول أولوياتهم!
مقالات
الخباز الإيراني وتقيّة السمسم!
03-03-2012