المراهقون هم من يقومون بالعديد من التجاوزات والمخالفات والتعديات، وبكل بساطة لم يأخذ القانون مجراه معهم؛ فهل تعرفون لماذا؟ لأن هناك على الداوم نائبا يتوسط لهم ويجعل هذا الوحش الصغير يكبر ليصبح حاقدا على الوطن وجاحدا له.

Ad

حب الوطن أكثر من مجرد شعارات وأغنيات نسمعها، وأكثر من حمل أعلام في مهرجانات فبراير، وأكثر من أغنية يرددها الأطفال... ومن صور حب الوطن بكل بساطة هو أن تحافظ عليه.

سمعنا كلنا عن المراهق الذي رمى بحذائة على واحدة من أغلى القطع الفنية وهي "ثريا" تبلغ قيمتها 300.000 ثلاثمئة ألف دينار كويتي في مجمع 360 وهو مجمع معروف بفخامته في الكويت، مما تسبب في تكسير بعض أجزائها، حتى إنه قيل إنها تناثرت على رواد المجمع في ذلك اليوم.

يعتبر هذه المجمع التجاري واحدا من أحدث المجمعات في الكويت وأكثرها رقيا، وكم هو مؤسف أن يقوم مراهق طائش بعمل كهذا ويفلت دون عقاب حتى يكون مثلا لغيره.

فهذا المراهق كغيره من المراهقين الشباب والمواطنين أو حتى المقيمين، الذين لم يتعلموا بعد كيف يحبون الكويت، حيث تجدهم يرمون بأوساخهم وقاذوراتهم على شواطئها، التي بات يذهب إليها المتطوعون لتنظيفها، وكأن تنظيف الإنسان للمكان الذي يرتاده يحتاج إلى متطوعين ليقوموا بذلك بالنيابة عنهم!

نفس هؤلاء هم من يتفنون في تدمير الممتلكات العامة، من حمامات ومراكز ترفيه وحتى حوائط المدارس وأدراجها ظنا منهم بأنهم يقومون بمغامرة جميلة لن ينسوها، هؤلاء من لم يتعلموا بعد كيف يحبون وطنهم!

إنهم أنفسهم من يضايقون الناس في الأماكن العامة، وينشرون الرعب بين الفتيات بتعليقاتهم السمجة وتحرشاتهم التي تحتوي سباً وقذفاً فقط لإثبات الرجولة أمام الأصدقاء، نعم هؤلاء هم من لم يحبوا الوطن، لأنهم لم يحترموا من يقطن فيه.

هؤلاء أنفسهم من يقومون بالعديد من التجاوزات والمخالفات والتعديات، وبكل بساطة لم يأخذ القانون مجراه معهم؛ فهل تعرفون لماذا؟ لأن هناك على الداوم نائبا يتوسط لهم ويجعل هذا الوحش الصغير يكبر ليصبح حاقدا على الوطن وجاحدا له.

قفلة:

للأسرة الدور الأكبر في غرس حب الوطن في أطفالها، فإن أشعرتهم بأن رمي القاذورات في الشارع كرميها في صالة المنزل وتدمير ممتلكات الدولة هو بالضبط كتدمير المنزل، وأنه سيجد العقاب الصارم فإنه سيتعلم أن الكويت هي بيته الثاني إن لم يكن البيت الأول.