ما حدث في جلسة يوم الثلاثاء الماضي 31/5/2011 ينبغي التوقف عنده كثيراً وتحليل أحداثه والتروي في الوصول إلى الاستنتاجات، لأنني أعتقد أن لها ما بعدها وقد بدأت بوادره في الظهور.

Ad

لا أحد ينكر أو يكابر في وجود خلافات بين أفراد الأسرة، وخلافات حادة تجاوزت المعقول والمنطقي، وخرجت عن الروح الرياضية وانتقلت إلى كسر العظم، ولم يعد الأمر في الخفاء بل تعدى ذلك إلى السطح، وأصبح حديث الدواوين والمجالس، والقنوات الفضائية، حتى وصل إلى الشارع، ولم يعد محصوراً على ساحاتنا المحلية بل انتقل إلى خارج الحدود، وبدأ الناس يضعون أيديهم على قلوبهم ويدعون الله أن يحفظ الكويت من جهل أبنائها، واستخفافهم بأمر الأمن الوطني والذي لا يكون إلا بوحدة الكلمة وهيبة السلطان.

أظن أنه مازال في الوقت متسع لردم الشرخ ومعالجة الأمر، وحسم القضايا التي لا يمكن الوصول فيها إلى حل مرضٍ لكل الأطراف ولابد من تدخل الكبار قبل أن تفرط الأمور ويصبح الحل مستحيلاً ولننظر جميعاً إلى أن الكويت هي أغلى من الأشخاص وأبقى منهم، فمن أراد خدمتها وتقديمها على نفسه فهو المقدم وإلا فلا.

ما يحدث بين النواب هذه الأيام دليل مرض لا دليل صحة، فقد انهارت الأخلاق والمبادئ والاحترام والتقدير ولم يعد باستطاعتنا تقبل الألفاظ التي يرددها الأعضاء، فقد تدنى مستواها إلى الحضيض، وبدأ الضرب تحت الحزام بالألفاظ البذيئة والمستنكرة، وأصبح الاستهزاء هو السائد في خطابات أعضاء مجلس الأمة فلا تكاد تستمع إلى خطيب منهم إلا ويطعن في معارضيه ويصفهم بأقبح الصفات وأبعدها عن الرجولة والأمانة، فكل مخالفٍ بائعٌ لذمته، قابض لثمن موقفه، وكل مؤيدٍ بطلٌ مقدامٌ شهمٌ، مخلصٌ... ظاهرة لابد من التوقف عندها والبحث في أسبابها لإيقاف الانهيار الخلقي في خطاباتنا السياسية.

«وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا»