يبدو أن المجتمعات الخليجية لا تريد الانفتاح، فكثير من العقبات أمام الفرد تحول بينه وبين الإبداع، ومن ضمنها العادات والتقاليد، فنحن لا نشجع على كسرها ببشاعة، ولكن هناك من يعتقد أن من يتطور يعاكس ذلك، لأنهم لم يعرفوا ماذا تعني العادات والتقاليد، وبنظرهم أي جديد هو كسر للعادات وهذا خطأ. فبنظرهم أن العادات والتقاليد هي ما يألفونه فقط، وبمجرد الإتيان بشيء جديد يبتئسون، وهذا ما كان يعانيه الجيل الحالي الذي تعرض لصدمات كثيرة من الجيل الذي عاصره مبكرا، ولكن الأهم ألا يخضع الشخص للمجتمع خضوعاً تاما، بل يجب عليه تمرير الأفكار بطريقة ذكية، حتى إن أجبر على إلباس الفكرة بلباس أو غطاء يختلف تماماً عن المضمون. ولا يكون ذلك من أجل تحقيق مآرب شخصية، ولكن ليساهم في توعية المجتمع وتجديد الأفكار الثابتة وتحريكها، ويحتاج بذلك إلى مرونة عالية وذكاء ليقنع غير المقتنعين، وهذه باعتقادي من أسمى الأهداف التي قد يقدمها الفرد لمجتمعه لانتشاله من الانغلاق؛ لأن كلفة الانغلاق كبيرة على الأجيال والمجتمعات، وتفوق كثيراً كلفة الانفتاح. فالمجتمع بحاجة كبيرة إلى أشخاص منفتحين بمسؤولية، لتحقيق ما تهدف إليه كل المجتمعات المتقدمة، من تطور في مخرجات التعليم، وتخريج أجيال واعية تعمل بجهد لإعلاء الإنسانية وأهدافها السامية في المجتمع، لأن العنصر البشري هو الأهم، وهو من يبني التقدم، وهو من يدفع عجلة التنمية. فالاعتماد الكلي على الآلات والاستيراد خطأ فادح يستفاد منه مرحلياً، ولكنه يعتبر معول الهدم الأول، لذلك يجب الاهتمام بالعنصر البشري وكسر الكثير من العادات والتقاليد البالية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، والمضي قدماً بما ينفع البلاد والعباد.
مقالات
لا تثنينا عاداتكم
21-01-2012