منذ مدة طويلة وانتخابات مجلس الأمة تتم دون البحث عن اسم رئيس المجلس القادم، لأن المنصب كان ينتظر جاسم الخرافي دون عناء ودون أدنى منافسة، وما إن ظهرت نية جاسم الخرافي عدم الترشح وخوض الانتخابات المقبلة حتى بدأ البحث عن اسم الرئيس القادم، وصار الحديث في هذا الموضوع هو النقطة الأسخن في الانتخابات، فدور رئيس المجلس مهم جداً، فهو القادر على إدارة الجلسات وضبط مسارها، ومنع خروج الأعضاء عن الإطار القانوني للجلسة والمحدد في اللائحة الداخلية للمجلس الصادرة بقانون، كما أنه الجسر الذي يمر عبره التوافق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وكلما كان الرئيس أقرب إلى الحياد كان أقرب إلى النجاح دون أن يمنع ذلك تمسكه بمواقفه المبدئية عند عملية التصويت.
كما أن الرئيس له دور آخر في التواصل مع رأس الدولة في اللقاء الأسبوعي الذي جرت العادة أن يتم بين صاحب السمو الأمير ورئيس المجلس، حيث ينقل الرئيس انطباعات أعضاء المجلس عن أداء الحكومة ومستوى تعاونها، كما يقوم الرئيس أيضاً برئاسة جهاز الأمانة العامة، وهو القلب النابض للمجلس، وكلما كان هذا الجهاز فاعلاً ومتطوراً وقادراً على تلبية احتياجات الأعضاء كانت مهمته أسهل وقراراته أسرع، فتوفير المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب، وتحليل البيانات الحكومية، وتجهيز الإحصاءات اللازمة، وإعداد المقارنات المطلوبة، وحضور الاستشارة الفنية والقانونية، أمور ضرورية لا يمكن أن ينجح أعضاء المجلس دون توافرها لهم.وبلا شك فإن رئاسة المجلس لن تمر إلا عبر بوابة الحكومة التي تملك ستة عشر صوتاً، وهم يشكلون أكبر كتلة متضامنة في المجلس، لذلك يجب على الحكومة ألا تجامل في تصويتها، ولا تخشى الصياح عليها، بل يجب أن تضع مصلحة الكويت أولاً، وتصوت لمن ترى فيه الكفاءة والمقدرة على إدارة هذه المؤسسة الدستورية الهامة، ومن تستطيع التعاون معه في السير بالبلاد نحو تحقيق طموحات الشعب الكويتي.***نحيي الأعضاء الذين أعلنوا عدم نيتهم خوض الانتخابات الفرعية لقبائلهم، ويدل هذا الموقف على نضج ووعي والتزام بالقانون الصادر من مجلس الأمة الذي كانوا أعضاء فيه، وينوون الترشح للعودة إليه، ولن نقف كثيراً عند مواقفهم في الانتخابات الماضية عندما خاضوا الفرعيات وكانوا يدافعون عنها ويصفونها بالتشاورية، وعفا الله عما سلف.
أخر كلام
كلمة راس: الرئاسة إلى من؟
12-12-2011