صورة لها تاريخ: عبدالله الشملان رابع سائق في تاريخ الكويت وفهد العبدالجادر الخامس
قلنا في الحلقة السابقة إن ثاني سائق هو المرحوم عيسى صالح العبدالجادر، والصحيح هو ثالث كويتي يقود سيارة في الكويت، فالأول هو علي حسين الخنفر، والثاني هو محمد السيد عمر السيد عاصم، وقد تحدثنا عنهما في حلقات سابقة. واليوم سنتحدث عن رابع وخامس سائق في تاريخ الكويت ممن وصلت لنا أخبارهم وتأكدنا من أقدميتهم، ثالث سائق هو المرحوم عبدالله الشملان المولود في فريج والده شملان بن علي آل سيف في الحي الشرقي من مدينة الكويت القديمة في عام 1906. والده شملان بن علي من كبار تجار الكويت، وارتبط بعلاقات وثيقة مع حكام الكويت وشيوخها، وله دور كبير في الأحداث السياسية القديمة. نشأ عبدالله الشملان في بيئة مثقفة، وملتزمة، وكان الابن السابع لوالده شملان، وعرف عنه التصاقه به في نشاطاته، وتحركاته، وزياراته. درس عبدالله الشملان في المدرسة المباركية عند افتتاحها في سنتها الأولى عام 1912، وبعد سنوات عديدة، بدأ العمل مع والده في تجارته الخاصة، التي كانت تشمل تجارة اللؤلؤ، والتمور، والأخشاب وغير ذلك. وفي الأربعينيات، اشتغل أمينا للصندوق في دائرة الجمارك، ثم أصبح رئيساً لأمناء الصناديق، وكان دوامه في المبنى القديم للجمارك المجاور لقصر السيف. يقول ابنه شملان إن والده كان حريصاً على العمل، فكان أول الموظفين حضوراً في الصباح، وآخرهم خروجاً من العمل، ولم يتخلف يوماً واحداً عن الحضور، لذلك كان معفياً من التوقيع الصباحي. سكن الدعية في عام 1962، حيث استقر في قطعة (4)، كما انتقل أخوته عبدالمحسن، وسالم، وخالد إلى الدعية أيضا في قطعة (2). شارك في تأسيس النادي العربي الرياضي، وكان مرجعاً لأعضائه في حل المشاكل وتسوية الأمور. كما شارك في تأسيس جمعية الدعية التعاونية، وورد اسمه ضمن قائمة المؤسسين التي صدر بها قرار الإشهار من وزير الشؤون عام 1968. ويعتبر عبدالله الشملان من أوائل من تعلم قيادة السيارات في الكويت، وكان يقود سيارة والده وهي من نوع دودج (مكشوفة) موديل عام 1923. ويقول ابنه شملان إن والده كان يضع مسنداً تحته عند قيادة السيارة لكي يستطيع أن يرى الطريق أمامه. توفي رحمه الله في شهر رمضان عام 1995 ولديه من الأبناء اللواء سعود، ود. علي، وشملان، ووليد، وله كذلك خمس بنات. أما خامس سائق فهو المرحوم فهد صالح عبدالرحمن العبدالجادر، المولود في عام 1910 في الحي القبلي بمدينة الكويت القديمة، وتلقى تعليماً أولياً في الكتاتيب القديمة، ثم التحق بالمدرسة المباركية وبعدها المدرسة الأحمدية عام 1922، ومن أصدقائه أثناء التعليم أحمد مبارك العصفور، وإبراهيم يوسف العبدالجادر، وابراهيم علي الشايجي، وحمد محمد العتيقي، وحمود عبدالرحمن البرجس، وأحمد سعود الخالد، وغيرهم من الرواد الأوائل الذين درسوا في "المباركية". في بداية حياته المهنية، عمل في السفر الشراعي مع عمه النوخذة خالد عبدالرحمن العبدالجادر، لكنه بعد فترة قصيرة تعلم قيادة السيارة عام 1925 على يد أخيه عيسى، الذي حصل على رخصة قيادة من الهند. وبعد أن تعلم قيادة السيارة وحصل على رخصة عام 1927 عمل سائقاً لسيارة التاجر حسين بن علي آل سيف، وكانت من نوع فورد موديل 1926 لمدة سنتين، ثم عمل سائقاً لدى الشيخ سعود المحمد الصباح على سيارة فورد موديل 1928. وبعد وفاة الشيخ سعود عام 1933، انتقل للعمل سائقاً لسيارة التاجر حمد الخالد الخضير. وفي عام 1934، اشترى سيارة شفر موديل 1932 بمبلغ 800 روبية من عبدالله ملا صالح، وعمل مع أخيه عيسى سائقاً لنقل كبار موظفي شركة نفط الكويت من عام 1934 الى عام 1941. وعندما توقفت أعمال شركة النفط بسبب الحرب العالمية الثانية، استخدم سيارته في نقل الركاب مقابل أجرة، كما سافر بسيارته لأداء الحج في فترة الأربعينيات. وفي عام 1952 استخدمته دائرة الأشغال في نقل بعض الموظفين، ثم عين بالأشغال في عام 1954 وأصبح مسؤولاً عن سيارات الدائرة، وكان مدير الكراج أخوه عيسى العبدالجادر. واستمر في العمل بدائرة الأشغال وترقى في المناصب حتى أصبح مديراً للكراج بعد فترة من الزمن، وتقاعد في عام 1973. عمل بعد تقاعده رئيساً للكراج في شركة مساعد الصالح لمدة سنتين. يقول رحمه الله في مقابلة مع المؤرخ سيف مرزوق الشملان بثها تلفزيون الكويت إن اتجاه السير في الماضي كان لجهة اليسار، وهو عكس ما نحن عليه اليوم، وكان مقود السيارة جهة اليمين. وقد تغير اتجاه السير ليصبح لجهة اليمين في عام 1938 بقرار صادر عن المجلس التشريعي. له من الذرية صالح، وعبدالرحمن (توفي)، وفيصل، وفوزي (توفي)، ود. طارق، وفؤاد، ود. عبدالله، ونجيب، ووليد، وخالد، وله كذلك خمس بنات. توفي رحمه الله تعالى في عام 2002.