اليوم تذكر بعض نواب الأمة الأفاضل أنه لا يجوز منع قبول المتفوقين لدخول كلية الطب حتى لو خالفوا شرط النسبة المطلوبة، وسكتوا سنوات عن تمييز لمصلحة الذكورعن الإناث في نسب القبول في بعض الكليات، وهو موضوع قديم ويتعارض مع الدستور!

Ad

أول العمود: مطلوب من السلطات المحلية ابتكار سبب يحظر استخدام المنطاد للتذكير بقضية ما، لأنه فات المشرع ذكره في قانون التجمعات.

***

هناك أمور عصية على الفهم تحدث في كثير من الأحيان في بيئتنا الاجتماعية، لفتت نظري كلمة «بنات» في المسلسل الذي جرى إجهاضه بطريقة كوميدية قبل عرضه بحجة تنافيه مع «القيم» وهو مسلسل «بنات الثانوية» عبر استبيان فاز فيه تيار «الممانعة»، رغم أن الجميع لم يره!!

وبالمناسبة هناك لغط يدور هذه الأيام حول برنامج شهير في السودان اسمه «أغاني وأغاني» سيجري ترحيل بثه لوقت متأخر لأنه يتعارض مع توقيت صلاة التراويح! ما سحر كلمة «بنات»، التي تقض مضجع الرجال؟

في ظني، لو كان اسم المسلسل «أبله انتصار» تيمنا بالبطلة انتصار الشراح لمر مرور الكرام، لكن بنات... وفي الثانوية فيا للهول!

لنأخذ نزهة قصيرة تبين كيف يتعامل معشر الذكور مع «البنات» وأقصد هنا النساء بشكل عام في مجتمعنا، فهل تذكرون قبل إقرار حقوق المرأة السياسية أنه كان يقال: كيف ستوجد أخواتنا وأمهاتنا في خيام المرشحين، إلى أن اكتشفنا بعد إقرار القانون أن هناك كراسي لجلوس «بناتنا» بل فازت أربع نساء دفعة واحدة في الانتخابات؟!

اليوم أيضا تذكر بعض نواب الأمة الأفاضل أنه لا يجوز منع قبول المتفوقين لدخول كلية الطب حتى لو خالفوا شرط النسبة المطلوبة، وسكتوا سنوات عن تمييز لمصلحة الذكورعن الإناث في نسب القبول في بعض الكليات، وهو موضوع قديم ويتعارض مع الدستور!

«بناتنا» أيضا يتعرضن لحملة لإقصائهن زورا عن مرفق القضاء رغم أن دولا عربية وإسلامية تجاوزت هذه الأعراف البالية، ولم تقتنع حكومتنا بهذا الحق حتى جاءت موافقتها على توصية مجلس حقوق الإنسان بضرورة تعيين قاضيات، بالطبع كنا في السنوات الماضية تحت تأثير فتاوى اكتشفنا اليوم أنها غير واقعية، وحرمت تقلد مناصب قضائية للنساء بحجة الولاية العامة و»رهافة قلبها وميلها وهواها».

ولأن بناتنا في حفظ وصون رجالنا، فقد خصصت هيئة الإسكان لهن- أقصد المطلقات- سكنا بسعر رمزي تعاطفا مع أوضاعهن، وسمت منطقتهن بـ»سكن المطلقات» حتى تتاح الفرصة للبعض عمل دوريات ليلية للتأكد من أنهن آمنات.

وفي الوظيفة العامة كان بر الرجال بالنساء واضحا، فهي تتقلد 19 منصبا قياديا فقط من أصل 250، رغم دور «بناتنا» الواضح في تاريخ الكويت، وبالطبع ليس هناك من داع لذكر التمييز بينهن وبين الذكور حين يتم تعيين رئيس قسم أو مدير في المؤسسات الحكومية لأن «بناتنا» يحملن ويلدن و»يتنفسن» عند أمهاتهن، وهو عيب خلقي لا يتلاءم ومتطلبات «الإدارة عن بعد» الذي يتميز به كثير من قيادات هذا الزمان!

«بناتنا» أيضا يشكلن دوما مادة لفتاوى رجال الدين و«الدعاة»، فهي مطلوب منها الكثير من الواجبات من أجل الحفاظ على زوجها وبيتها وأولادها، وألا تنسى الابتسامة الدائمة لزوجها، ولا تمتنع عن أداء «حق» الرجل الشرعي ولو كانت مريضة اتقاء للعنة الملائكة! وهذه الأخيرة أسمعها في خطبة الجمعة وفي مناسبات سعيدة كثيرة ومنها... التنفير من الاحتفال بعيد الأم أو مخاطر الفالنتاين!

ولاحظوا أخيرا المهنية العالية في صياغة وتداول الأخبار الصحافية الخاصة بحالات الطلاق في الكويت، فيقال أحيانا إن عدد «المطلقات» عندنا في تزايد، وكأنه لا يوجد مطلقون!

شكرا لمسلسل «بنات الثانوية» الذي زادت شهرته قبل العرض بسبب الاستبيان والتدخلات «الذكية»، ويبقى السؤال الجدير بأن يطرح في استبيان آخر هو: بعد منع عرض المسلسل هل ستحاول أو تحاولين مشاهدته بأي طريقة متاحة؟