ست عادات سيئة - مفيدة!
ونحن نلج إلى عام جديد، يحلو للبعض أن يعِدَ نفسه بالتخلص من عادة أو بضع عادات سيئة، ورغم النوايا المخلصة في هذا المضمار، فإن أحدنا سرعان ما يرى نفسه متلبساً بخيانة العهد مع نفسه! ولكن لا تبتئسوا كثيراً، فالعادات السيئة ليست بالضرورة بهذا السوء، إن لم تكن مفيدة حقاً! هذا ما أكدته الأبحاث الميدانية والدراسات الموثقة. جاء ذلك في مقال طريف على موقع yahoo الإخباري، الذي عدد جملة من العادات التي يظنها الناس سيئة أو مزعجة، ولكن ثبت علمياً أنها على العكس من ذلك مفيدة جداً! أولى هذه العادات "السيئة" عادة النميمة أو "الحش"، كما نقول في اللهجة الدارجة، كأن نطلق بعض الهمسات أو الابتسامات المتواطئة على مظهر أحدهم، أو نعلّق على تصرف آخر... إلخ، والأمر المفيد في مسألة النميمة أنها إلى جانب كونها تساعدنا على فهم الشخصيات وتحليل سلوكياتها وإيجاد رابطة حميمة مع "شلة الحشّ"، فهي أيضاً تطلق هرمونات الانشراح والغبطة وتزيل القلق والضغوط النفسية!
العادة "السيئة" الثانية هي عدم القدرة على ضبط النفس والانفجار بالسباب أو الشتيمة، فقد اعتدنا أن ضبط النفس هو من قبيل الآداب الاجتماعية والخُلقية، ولكن أثبتت الأبحاث الميدانية أن التنفيس عن الغضب أمر مفيد جداً للصحة، وان إخراج التراكمات الشعورية في وقتها يخفض الضغط العصبي والنفسي. وفي دراسة أخرى ثبت أن الرجال الذين يكتمون غيظهم حين يُظلمون في مواقع العمل والوظيفة يكونون معرضين بشكل مضاعف للإصابة بالسكتة القلبية، أما إطلاق كلمات الشتيمة فلها مفعول فوري في تخفيض حدة الألم، على ألا تتم الاستعانة بالشتائم إلا في المواقف العصيبة والفادحة. العادة الثالثة المدرجة ضمن صفة "سيئة" هي تفويت موعد الاستحمام، الذي كما أثبت الباحثون لن يكون في مصلحة التوفير في موارد الطاقة فقط، وإنما أيضاً في مصلحة صحتك الجسمية! إن الاستحمام المتكرر إضافة إلى أنه يقوم بإزالة الدهون الطبيعية التي يفرزها الجلد للمحافظة على ليونته ورطوبته، فإنه أيضاً يزيل البكتيريا المفيدة التي تحمي جلدك من الأمراض. كل ما عليك فعله إذن هو أن تحسن اختيار اليوم المناسب لتتمتع برفقة دهونك وكائناتك البكتيرية بعيداً عن الناس! العادة الرابعة "السيئة" هي زيادة وقت النوم، فقد آن الأوان لمن ينام ساعات إضافية في الإجازات ونهاية الأسبوع ألا يشعر بالذنب على الإطلاق، فقد ثبت علمياً أن ساعات النوم الزائدة تطيل العمر وتقوي الذاكرة وتخفض الضغط النفسي، أما قلة النوم فقد تتسبب في حوادث المرور والسمنة وزيادة مخاطر أمراض القلب وتقليل كفاءة أجهزة المناعة. أما العادة الخامسة "السيئة" فهي تشهّي الأطعمة الضارة أو "الجنك فود"، خاصة لمن يلزمون أنفسهم بحميات غذائية معينة. إن تناول قطعة من الشوكولاتة أو البطاطا المقلية أو البيتزا المدهنة ليس بجريمة أو خروجاً عن القانون، ما دام في الحدود المقبولة. هذا إضافة إلى أن القضمات من هذا الطعام وذاك تقلل الشعور بالحرمان والاكتئاب النفسي الناجم عن هذا الحرمان. أما آخر هذه العادات "السيئة" –ولعلها ليست آخرها- فهي عادة الاستغراق في أحلام اليقظة، فكثيراً ما يوصم أمثال هؤلاء الحالمين بالكسل والهروب من الواقع، ولكن ثبت علمياً أن أحلام اليقظة غالباً ما تساعد على اكتساب مهارة حل المشكلات، حيث تنشط المخيلة وتنطلق بعيداً عن الروتين اليومي. ويبدو أن الابتعاد عن الواقع الراهن يهيئ الفرصة للذهن لكي يسوح بفعالية حول أمور أخرى وإن بطريقة غير واعية. رغم احترامنا لكل هذه الدراسات العلمية الموثقة، فإنني أعتقد أن الإنسان ما هو إلا جزيرة متفرّدة، له مؤشره الخاص وقلبه الذي يستفتيه في ما ينفعه أو يضره، غير عابئ بالقوانين والأعراف وأكوام النصائح والعظات، فما عليك إلا أن تستفتي قلبك... استفتِ قلبك فقط.