امنعونا كما تشاؤون، أرهبونا باسم الدين كما تشاؤون، لكنكم لن تطولوا شيئاً منا فعقولنا نضجت واكتشفنا زيفكم.

Ad

اصرخوا وارعدوا وازبدوا... لكنكم لن تحجروا على عقولنا فقد سئمنا أكاذيبكم.

امنعونا من التعليم المشترك كي لا تزيد ظاهرة اللقطاء، وامنعونا من قراءة كتب الفلسفة لكي نتحاشى نار الآخرة، ولا يفوتكم أن تمنعوا الغناء كي لا تلهى قلوبنا، كما تدّعون. أمسكوا ورقة وقلما، أو حتى ميكروفون الإذاعة وقرروا ما هو حرام وما هو حلال كما تشتهون، لن يفيدكم هذا بشيء... فكثير منّا أدرك أن الأصل في الأشياء الحلّ إلا ما حرم الله سبحانه تعالى... وليس أنتم.

منعكم لن يجدي نفعاً اليوم مع الشباب الذي أسقط طواغيت أمتنا بثوراته، ومازال يواصل، فقد أدرك بما لا يدع مجالاً للشك أن فتاوى الغلاة والمتأسلمين ما هي إلا «فراغ» في أحيان، أو «تحالف» مع أنظمة حاكمة في أحيان أخرى.

سقطتم في الوحل وكشفتم أنفسكم، فحين يُحِل من يطلق على نفسه «شيخ دين»، الثورة في بلد ويحرمها في آخر، لا يجد شبابنا سوى البكاء ضحكاً وإلقاء فتاواكم في سلة مهملات «الكمبيوتر»، ويتابع- متحمساً- تطورات الثورة على نفس الجهاز.

عندما يدّعي أحدكم أن الشهادة أمر غيبي وينزعها عن قتلى «ثورة مصر» ويمنح الشهادة «الغيبية» لـ»بن لادن»، لا يسع الشباب إلا أن يتناقلوا النكات عن فتاواكم والتندر بها. الآن... لا تملكوا من الأمر شيئاً سوى أن تتركوا الدين في حاله وأن تتركونا بحالنا، لسنا في حاجة إلى ولايتكم علينا لنعرف كيف نلبي واجباتنا تجاه الخالق، ولسنا في حاجة إلى فتاواكم لنعرف طريق الجنة والنار.

غريب أمر هؤلاء الغلاة والمتأسلمين، كيف يحترفون تجارة الدين ويجمعون الأموال من خلال منعنا وترهيبنا... أحاول أن استوعب جيداً علاقة الزهد بالدنيا المذكور في الدين بينما هم يلهثون وراءها. خلال أيام، سيبدأ شهر رمضان المبارك، سيملأ بعض الغلاة الصحف والقنوات الفضائية بصورهم وكلماتهم، سيخرجون علينا في كل ثانية ودقيقة، لكنهم سيتألمون عندما يعرفون أن الفئة الأكبر منّا قد ملّت أطروحاتهم وزيفهم، فمن منّا الآن مستعد لأن يسمع نقاشاً «دينياً» حول قيادة المرأة للسيارة بين التحليل والتحريم؟ مع الأسف يا من تتاجرون بالدين، فقد نفد رصيدكم من التحليل والتحريم لدينا.