كلمة راس: وجاء دور الإسلاميين
مازال الإسلاميون يواصلون نجاحاتهم في صناديق الانتخابات التي بدأت تتحرر من عمليات التزوير والتطويع القهري، لإنجاح الأحزاب التابعة لأنظمة الحكم في الدول العربية.وفي هذا رسالة واضحة بأن الشعوب العربية إذا أعطيت الحرية فإن اختياراتها محسومة باتجاه الدين والرغبة في التوجه نحو العامل الرئيسي في قوتها واجتماعها، والسر في نهضتها وقيامها من كبوتها، لكن الغريب والأمر المريب ورغم أن العالم كله رأى ذلك بأم عينه، فإن الليبراليين ومن حام حولهم وسار في جمعهم أبوا أن يعترفوا بذلك، وراحوا يهاجمون الظرف الذي تمت به تلك الانتخابات والتوقيت، والإجراءات، ويعزون فشلهم إلى ضعف التنظيم والإمكانات مقارنة بالإسلاميين، رغم أن الدنيا كلها تعرف أن الإعلام بيدهم، يسرحون ويمرحون فيه كيف شاؤوا، يصبّحون الناس بأفكارهم، ويمسونهم بتحذيراتهم من وصول الإسلاميين إلى السلطة، ويحرضون الدول الغربية ضد الجماعات الأصولية، ويحاولون الاستقواء بها عليهم.
فهم يدعون إلى الديمقراطية ويؤمنون بها بشرط ألا يصل الإسلاميون إلى الحكم وإدارة الدولة، وإلا فإنهم سيلعنونها، ويتبرأون منها، ويقبلون بأي نظام آخر يستطيع أن يمنع الإسلاميين ويسلم القيادة لهم، وأكبر دليل على ذلك ما يحدث الآن في مصر، فكل متابع لما يجري هناك يستطيع أن يرى كيف أصاب القوم جنون الفشل بظهور نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات، وإعلان حصول الإسلاميين على ما يقارب 75 في المئة من الأصوات، فهبوا عن بكرة أبيهم يبحثون عن شماعة يستطيعون أن يعلقوا فشلهم عليها، ولم يجدوا غير الدين، وهي حقيقة تدينهم قبل أن تدين منافسهم، فالشعب المصري كغيره من الشعوب العربية يعيش الدين في قلبه، ومشاعره، ويحكم قراره، وهذه حقيقة حاول الليبراليون وأشياعهم طمسها، وإشغال الناس عنها، لكنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، فقد جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.***بدأ الناس يتحدثون بكثرة عن انتشار الرشاوى في كل وزارات الدولة ومرافقها، وأصبحت ظاهرة تستوجب التوقف عندها وبحث أسبابها والتحري عن أصحابها، فقد تفنن البعض في تعطيل مصالح الناس وتأخير إنجاز معاملاتهم كي يسهل عليهم عرض خدماتهم بإنجازها مقابل مبلغ من المال، يضطر صاحب المعاملة إلى دفعه والرضوخ لطالبه، فهل نرى إجراءات حاسمة لمنعها والقضاء عليها؟