"... انظروا وتأملوا وأمعنوا النظر فيما يدور حولكم واقرؤوا بعين العقل والوعي والحكمة تجارب الغير، وصونوا أمكم الكويت، فلن تجدوا لها مثيلاً أو بديلاً، وحافظوا عليها واحفظوا نعمها تحفظكم"... من كلمات سمو الأمير بمناسبة افتتاح دور الانعقاد الرابع للفصل التشريعي الثالث عشر لمجلس الأمة.

Ad

وبتلك الكلمات نتابع المشهد السياسي بإيجابياته وسلبياته، نحاول آملين ألا ينتهي بنا الأمر إلى نهاية مقلقة ومحيرة، نتابع حديثاً تحت قبة البرلمان سبقته أحاديث، بدأ بمشاركة الأب أبناءه الهموم, وانتهى بتوجيه النصح.

لذا فقد ارتأيت أن أختار بعض المقاطع التي تحمل معاني الفرص والتحديات التي تواجه السلطتين التشريعية والتنفيذية إلى جانب الإعلام ورعاية الشباب:

ولنبدأ باستعراض مقاطع من الخطاب تظهر من خلالها التحديات التي تواجه السلطتين:

• الثوابت الوطنية وحمايتها... "إن الممارسات والظواهر الغريبة التي يتعرض لها مجتمعنا الكويتي أخيراً قد تجاوزت كل الحدود ومست ثوابتنا الوطنية".

• العلاقة بين الحكومة والبرلمان في إطار التأزيم والنزاع... "يؤلمني كثيراً ما يعيشه بل ما يعانيه وطننا الحبيب من أجواء التوتر والتأزيم والنزاع المستمر بين مجلس الأمة والحكومة كأنهما خصمان لدودان وليس أخوين شقيقين".

• ضرورة السعي إلى حفظ مكانة المؤسسة التشريعية... "تابعنا ما حفلت به هذه القاعة في الآونة الأخيرة من العديد من الممارسات والمساجلات والعبارات بما يخرج عن إطار الدستور ويسيء إلى مكانة هذه المؤسسة، ويتنادى لعقد التجمعات في الشوارع والساحات".

أما الفرص المتاحة من خلال الخطاب لتصحيح المسار:

• إعادة ترتيب الأولويات... "نحن في حاجة إلى نبذ خلافاتنا والالتفات نحو مشاريع البنى التحتية وتحسين الخدمات العامة كالصحة والتعليم والإسكان وغيرها".

• الاستفادة من ظروف وأحداث المجتمع الدولي... "علينا متابعة ما يجري حولنا من أحداث خطيرة واضطرابات شديدة وحروب دامية ومستجدات كبيرة ومشاكل اقتصادية عالمية".

• تفعيل الرقابة حسب الدستور والقانون... "نعم للرقابة المسؤولة، نعم للمساءلة الموضوعية، نعم للمحاسبة الجادة التي يحكمها الدستور والقانون".

• تصحيح المسار الإعلامي وحمايته... "يستوجب من الجميع التوقف لمعالجة هذه الاختلالات وتصحيحها لكي تمارس مؤسساتنا الإعلامية دورها الإيجابي".

• الاهتمام بالفئة الشبابية وحمايتها من أن تكون عرضة للاستقطاب السياسي... "أبناؤنا الشباب... الشباب هم الأكثر والأسرع تأثراً... وهم طاقة فعالة لا ينبغي أن تترك عرضة للاستقطاب وسوء التوجيه، الأمر الذي يتطلب واقعية النظرة تجاههم وحسن التفاهم والتواصل معهم".

وبذلك أخي القارئ... نختتم النقاط الرئيسة التي جاءت في النطق السامي هذا الفصل التشريعي؛ آملين أن تتأصل المعاني في "النفوس"، وأن تتكامل العلاقة بين الحكومة والبرلمان ويسعى الاثنان معا إلى حماية البيئة التشريعية من الفساد والعبث, وتستعيد الدولة مكانتها، وتصبح مؤهلة لأن تحقق المراحل التنفيذية للتنمية، وأن تكون منطلقاً لرؤى استراتيجية إقليمية.