تعال نشتم
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
هذا التوزيع المناطقي والطائفي للدوائر السياسية جعل الناس يعيشون بمصطلح الجيتو ghetto وان لم يكن واضحا بحواجز الجيتو وأسواره. وكلما أحس سكان هذا الجيتو بخطر ما يداهمهم هبوا لرد اعتبارهم بطريقة أو بأخرى. وردة الفعل العنيفة هذه شجعت مجموعة من الأشخاص لدراستها واللعب على نتائجها اللحظية والاستفادة منها. المجتمع الذي يعيش هكذا تقسيمة بإمكان أي شخص أي يحرك صراعا ما بين فئاته بهدف الاكتساب ان لم يكن لضمان أصوات فئة من فئاته فهو لتحقيق شهرة ما على حساب استقرار المجتمع.يخرج رجل معتوه من طائفة ما فيشتم رمزا من رموز طائفة أخرى مستفيدا من هجوم تلك الطائفة عليه وبالمقابل يرد معتوه آخر فيشتم. يخرج رجل على خلاف فكري مع شخص من قبيلة ما فيشتم القبيلة فتثور عليه ويحتمي بطائفة أو قبيلة أخرى على عداء معها، ويكون له ما يريد. أصبحت لغة الشتم والاستهزاء بمعتقد الآخر المذهبي والقبلي هي الورقة الرابحة بيد كل مفلس فكريا وليس بالإمكان أن نطلب الحكمة من الجماهير اذا فلت زمام الأمور فالعامة تنساق بفعل عواطفها.الذي لا يدركه هؤلاء الشتامون، ونحن نظن أنهم لا يدركون، أن ما يحدث هو تأصيل لفكرة الجيتو وتدعيم لأسواره وحواجزه وتقسيم المجتمع الصغير الى شرائح تجد نفسها بحاجة الى الدفاع عن نفسها في غياب القانون المدني الذي يجرم ويقف بحزم ضد من يستخدم أي لغة بإمكانها الإساءة الى طائفة أو قبيلة أو منطقة بغض النظر عن الهدف من وراء ذلك. لكي تعيش اثنيات وأعراق مختلفة تحت كنف دولة مدنية وقانون مدني من غير الممكن أن تفرض فئة أو طائفة نظرتها الخاصة على بقية شرائح المجتمع. الذي يحتاجه المجتمع المدني اليوم هو اعادة الجميع الى الوطن واعادة الوطن الى الجميع. على حفلات الشتم والسب ولغة الانحطاط أن تتوقف وأن نعود الى لغة الحوار الراقي والذي يليق بتجربة ديمقراطية ينظر لها الآخرون بعين الحسد. اذا لم يتحقق ذلك فلن تتركوا لأبنائكم ما يترحمون به عليكم. ألا هل بلغت اللهم فاشهد.