صورة لها تاريخ: سرقة ورْوَر الترجمان إبراهيم عام 1921

 

في عام 1921م، انتشر في الكويت خبر بأن مسدساً يملكه المترجم في المعتمدية البريطانية في الكويت "إبراهيم كدو" قد سرق من بيته، فقام إبراهيم، وهو عراقي الجنسية ومن الديانة المسيحية، بإبلاغ المعتمد البريطاني بالأمر رسمياً، أي أنه كتب كتاباً خطياً يفيده بالأمر.

وبعد البحث والتحري، لم يعثر على المسدس، ولا على من سرقه، وبعد مرور أكثر من سنة، شاهد شخص اسمه "جميل فيحا" ويعمل مهندساً (إنجنير) في المعتمدية البريطانية، مسدساً يشابه مسدس إبراهيم في يد دلّال مر بجانبه، فقام وانتزع المسدس منه، واحتفظ به، ثم أرسل برقية إلى إبراهيم الذي كان في البصرة حينها يسأله عن رقم المسدس، فجاء الجواب مطابقاً للرقم الموجود على المسدس الذي عثر عليه جميل.

وحول هذا الموضوع جرت مراسلات بين جميل فيحا، والمعتمد البريطاني في الكويت، والشيخ عبدالله السالم الصباح، الذي تولى الحكم بالنيابة لفترة قصيرة بعد وفاة والده الشيخ سالم المبارك، ولحين عودة الشيخ أحمد الجابر الصباح من مهمته في نجد. في حلقة اليوم، ننشر رسالة جميل فيحا إلى المعتمد البريطاني، وهذا نصها الكامل:

«سيدي ومولاي»

اني اعرض لدى سعادتكم، بما أنكم تعلمون أن كاتبكم إبراهيم كان موجودا في الكويت، وكان عنده ورْوَرْ (مسدس)، ومن مدة سنة وأزيد كان انسرق الورور المذكور من بيته. وفي ساعة الوقت كان أخبر عنه ابراهيم للمستر "ديملو" من حيث في ذاك الأثناء قبطان دي. في. مكلم (المعتمد البريطاني في الكويت) كان مسافر الى انكلند. و..... (كلمة غير مقروءة) المستر ديملو خبر لحضرة الشيخ سالم المبارك رسما عن سرقة ابراهيم، وكان هذا الخبر شايع عند أغلب أهل الكويت. وأيضا جميع خدام اوفيسكم (مكتبكم) سامعين عن هذي السرقة. ومن بعد المعالجة في ذاك الاثناء، ليس كان حصل على نتيجة من هذه السرقة. والآن عند سفر ابراهيم للبصرة، كان طلب مني بأن ألاحظ عن الورور المذكور، ويوم الاربعاء مساء الساعة عاشرة، كنت جالسا في دكان "أميريكان ذا مشن" عند المعلم ميخائيل، وفي ذاك الوقت فات الدلال وبيده ورور، حالا شك قلبي، وأخذته من يد الدلال، ويوم الخميس صباحا طلبت من ابراهيم نمرة الورور المفقود منه تيل غرافيا (اي ببرقية)، فجاني الجواب مطابقا الى نمرة الورور الذي لزمته من يد الدلال. فسألت الدلال من عطاك هذا الورور، اجابني قدام شهود وقال اعطاني اياه .......................... (ارتأيت عدم نشر الاسم لمنع الاحراج). واليوم بموجب تعريف ابراهيم لي تيل غرافيا بأن أعرض هذا الدعوى لدى سعادتكم رسما، لذلك استرحم انظاركم بهذا الخصوص، والورور موجود عندي، والأمر أمركم سيدي".

خادمكم انجنير الويسيلي

جميل فيحا

11 مارس 1921م

في الحلقة المقبلة سنعرض إن شاء  الله رد الشيخ عبدالله السالم، وكيف انتهت القضية.