فيرا فارميغا: Higher Ground اختبار لثقتي بنفسي

نشر في 03-10-2011 | 00:01
آخر تحديث 03-10-2011 | 00:01
كانت الممثلة فيرا فارميغا متحمّسة للغاية لأداء دور كورين، المرأة المتديّنة التي تفقد السيطرة على ممارساتها الروحية في فيلم  Higher Ground، إلى درجة أنها أمضت ثلاثة أعوام تدرس وتعدّل في سيناريو النص المقتبس من مذكرات كارولين س.بريغز الصادرة في عام 2002 بعنوان This Dark World.

لكن عندما لم يحصل القيّمون على العمل على التمويل اللازم، قدّم تيم ميتكالف الذي شارك في كتابة سيناريو الفيلم اقتراحاً اعتقد أنه سيساعد في تأمين الدعم المادي المطلوب: أن تتولى فارميغا نفسها مهمّة إخراج الفيلم. وعندما عُرضت الفكرة على هذه الممثلة الشاملة، راحت تساورها الشكوك.

في تلك المرحلة، كان في رصيد فارميغا فيلم Down to the Bone  الذي أدت فيه دور مدمنة مخدرات أقنع الجماهير، وThe Departed الذي جسّدت فيه دور طبيبة نفسية تعمل مع الشرطة، وUp in the Airالذي أدت فيه دور امرأة تسافر كثيراً قادرة على إغواء رجل مثل جورج كلوني. إلا أنها لم تكن آنذاك قد أخرجت قط فيلماً بنفسها.

وتقول فارميغا وهي تعدّل وضعيتها كي تشعر براحة أكبر أثناء جلوسها على كرسي الفندق المزود بذراعين: «شعرت في بعض اللحظات بالرعب، وفي لحظات أخرى بالحماسة المفرطة كما ساورتني لحظات شعرت فيها أنني لا أعرف ما إذا كان عليّ قبول العرض أو رفضه. ثم طلبت أن يعطونني عطلة نهاية الأسبوع كي أفكر بالأمر. وحتى الآن، لا أشعر بأنني مقتنعة بأنه يمكنني إخراج عمل مثل هذا».

راحت قوة اقتناع فارميغا بالعمل تتعزّز حيناً وتتلاشى حيناً آخراً لأسباب اتّضحت في ما بعد مع اقتراب موعد بدء العمل على الفيلم. لكن في نهاية المطاف، فعلت فارميغا (38 عاماً) ما فعلته شخصيتها في مشهد المعمودية الذي افتُتح به فيلم Higher Ground ألا وهو: الاندماج.

أصداء إيجابية

ويبدو أن قرار فارميغا ذاك كان صائباً. فقد حصل Higher Ground على كم كبير من الأصداء الإيجابية ومن الانتقادات-بما فيها انتفادات النقّاد الذين يكتبون في صحف ومجلات تتناول مواضيع دينية-  التي أثنت جميعها على فارميغا لقيامها بفيلم صادق.

تلقت فارميغا تعليماً دينياً كاثوليكياً أوكرانياً، إنما تعتبر أن إيمانها «لا يشبه إيمان أحد»، وتقول في هذا الصدد إنها تعتقد أن أفضل أنواع الخطب الدينية هي تلك التي تروّج للنقاش والحوار. وهذا هو نوع الفيلم الذي حاولت القيام به».

وقالت بريغز التي أعادت صياغة السيناريو بعد أن وافقت فارميغا على تولّي إخراج العمل: «كانت فارميغا الشخص المناسب لإدارة هذا الفيلم لأنها فهمت النص وكانت حساسة تجاهه».

قد يكون موضوع الفيلم- الذي يحكي عن رغبة امرأة في تقوية علاقتها بالرب وإقدامها على طرح أسئلة دينية على وجهاء مجتمعها المسيحي الصغير- موضوعاً يخاف مخرجون مخضرمون كثر التطرّق إليه. وقد شكّل إقدام فارميغا على إخراج أول فيلم لها بتناول موضوع على نحو كبير من الخطورة والحساسية، شكّل تحوّلاً بارزاً في حياتها المهنية التي كانت السنوات الثلاث الأخيرة منها حافلة للغاية بالنشاطات. فخلال هذه الفترة، مثّلت فارميغا وفقاً لأقوالها في ستة أفلام، وأخرجت فيلماً، ورُشحت للمرّة الأولى للحصول على جائزة أوسكار عن دورها في فيلم Up in the Air، وأنجبت ولديْن: ابن يدعى فين (عامان) وابنة تدعى غريتّا (10 أشهر).

في الحقيقة، جعلها حملها الثاني تتساءل عما إذا كانت قادرة على تولى مسؤوليات العمل الإخراجي. وفي ربيع العام 2010، أعطت فارميغا موافقتها على إخراج فيلم Higher Ground، وكانت تصور في تلك الأثناء دورها في فيلم الإثارة والتشويق Source Code، وتناقش مسائل ما قبل الإنتاج الخاصة بفيلم Higher Ground، وتتصارع مع الغثيان الذي تشعر به المرأة الحامل في أشهر الحمل الثلاثة الأولى. وفي تلك الفترة، تطوّرت لدى فارميغا حالة نفسية جديدة سمّتها « بحالة الرعب».

وقد جعلتها حالة الرعب هذه ترسل نص الفيلم إلى صديقتها وأستاذتها ديبرا غرانيك- التي أخرجت فيلمي Down to the Bone وWinter’s Bone، على أمل خافت وغير معلن أن تقبل غرانيك تولى إخراج الفيلم. ولكن بدلاً عن ذلك، شجّعت فارميغا على خوض غمار هذه التجربة. وقالت الأخيرة وهي تبتسم: «ثم وجدت أني لا أملك أي خيار آخر، لأنه كان قد تم تحديد كل شيء».

على رغم كلامها عن الشعور بعدم الأمان وعن إصابتها بنوبات ذعر، إلا أن فارميغا إمرأة تتحلّى بثقة بالنفس وبهدوء لافت، حتى إن صوتها الذي يتميّز بنبرة ناعمة والذي يساعدها حتماً في تهدئة بال طفليّها عندما يريان شيئاً مخيفاً أو عندما تراودهما كوابيس أثناء النوم يعكس توازناً نفسياً.

وكانت بريغز قد لاحظت هذا الهدوء على فارميغا. وقالت هذه الكاتبة التي أمضت أسبوعاً من الصيف الماضي في موقع تصوير Higher Ground: «لم أر أحداً يتحلّى بهذا القدر من الثقة والقدرة على التحكّم بالأمور بهدوء ولطف».

ما يسترعي الانتباه أن فارميغا، التي لديها سبعة أخوة وأخوات، تحب أن تبقي عائلتها بالقرب منها أثناء العمل. وقد تمّ تصوير فيلم Higher Ground على بعد أميال قليلة من منزلها الواقع في مقاطعة أولستر في نيويورك. وقد شارك زوجها رين هاوكي، وهو موسيقيّ وأخ لسبعة أخوة وأخوات أيضاً، في الفيلم فتولّى عملية إنتاجه واضطلع فيه بدور المستشار الموسيقي. كذلك شاركت ابنة فارميغا البالغة من العمر 16 عاماً والتي تتحلّى بجمال والدتها الطبيعي والناعم، بأدائها دور البطلة كورين الشابة. وقد كان لطفل فارميغا فين مشاركة أيضاً فجسد دور ابنة كورين الرضيعة، ولم يكن تصوير هذا المشهد بالمهمة السهلة لأنه تضمن حادث حافلة وحالة غرق وشيكة.

تذكر فارميغا: «أظن على الأرجح أنني كنت أسوأ أم عندما جلعت طفلي يصوّر هذا المشهد». لا شك في أن فارميغا ترغب في أن تكون أماً صالحة ومتواجدة بالقرب من أطفالها، لكن مسيرتها المهنية تجعل هذا الأمر صعباً، تقول: «فكرة ابتعادي عنهما غير واردة راهناً. فأنا أحب أن أبقيهما إلى جانبي وأن أكون قادرة على حملهما. وهما الآن في غرفة الفندق المجاورة لهذه الغرفة». وأضافت: «لقد تعلّمت غيتا كيف تدبدب. إني أفتقد اليوم الذي تعلّمت فيه الدبدبة لأني كنت أجري مقابلة في برنامج The View واتحدّث عن تجربتي مع جورج كلوني}.

ولكن سرعان ما تحوّل الشعور بالذنب الذي يراود كل أمّ تقصّر بحقّ أولادها إلى دردشة عن الأمومة والأطفال. وخلال الحديث، قالت فارميغا إنها محظوظة لأنها أمّ عاملة تلقى دعم زوجها وتفهّمه لها.

back to top