قبول النائب والمرشح السابق أحمد المليفي تولي وزارة التربية وهو المتخصص بالقانون ولا تربطه بالتربية والتعليم أي صلة، وذلك بعد سنتين فقط من قوله عن الوزير محمد العفاسي إنه لا يفقه بوزارة الشؤون، والبلد لا يحتمل وزيرا جديدا يتعلم بطريقة التجربة والخطأ، مجرد قبوله كان كافياً لكي تتنبأ نفسي الأمارة بسوء الظن بقفزه على الفرصة دون تردد، لمَ لا والرجل خسر الانتخابات الأخيرة ويحاول استعادة موقعه بالنشاط المفرط بالمقالات والظهور الإعلامي؟ ومن يفوت كنز وزارة التربية الثمين وما فيه من مداخل على قواعد انتخابية من مدرسين وموظفين وطلبة، وتنقلات وانتدابات وغيرها؟ إلا أنني ذكرت نفسي بأن ذلك حكم مسبق على النوايا، وأن الوزير منصب سياسي وربما كون المليفي من أصحاب الرأي وليس موظفاً تابعاً يبشر بأنه سيقود ولن ينقاد، وسيترك القرارات الفنية لوكلائه وقياديي المؤسسات التعليمية، بل سيتبناها ويوفر الغطاء السياسي لها أمام مجلسي الوزراء والأمة والرأي العام.
ولكن لم أنتظر طويلاً حتى زايد على ظنوني السيئة بجدارة، إذ دشن المرشح المليفي حملته الانتخابية مع أدائه القسم، فبدأ مسيرته بالدفع لتمرير الاعتراف بالشهادات الجامعية المضروبة ضارباً عرض الحائط بالجهود والسياسات التي وضعتها الوزيرتان السابقتان واللجنة التعليمية في مجلس الأمة، ولولا الحملة المضادة من بعض النواب والكتاب والمغردين الحريصين فعلاً على التعليم لما تراجع، وتبعها الأسبوع الماضي بفرض زيادة عدد مقبولي جامعة الكويت بنسبة 17 في المئة على مجلس الجامعة ضارباً عرض الحائط بشكاوى العمداء والأساتذة من الضغوط التي تفوق قدرتهم الاستيعابية، والعوامل المشتركة بين الموضوعين هي: نسف السياسات القائمة، وتجاهل الآراء الأكاديمية المختصة، وشعبوية توجهات المليفي ونفسها الانتخابي وتأييدها من جهات متكسبة.الجدير بالذكر أن المليفي يسير على نهج استفحل في حكومة 2001 على أيدي ثلاثة وزراء نواب حولوا وزاراتهم إلى مقار انتخابية، وسار عليه الوزير المحلل في الحكومة السابقة، إلا أن الجديد والأخطر هذه المرة أن الأداة هي التعليم، والدمار ليس كنقل أو انتداب موظف ينتهي برحيل الوزير، بل هو دمار دائم يحمله صاحب الشهادة المضروبة إلى الأبد، ويحمله الطالب المتأثر تحصيله بالضغوط المفروضة على إدارة جامعته وأساتذته إلى حياته العملية، الأمر الذي يطرح التساؤل: هل هناك من يحقد على البلد أو لا يبالي بمستقبله لهذه الدرجة، فلم يجد غير التعليم ليضعه رهينة الهوس الانتخابي السياسي؟عموماً، كما ذكرت في البداية تشهد مسيرة المليفي النيابية أنه مستقل وصاحب رأي، هو خريج الائتلافية وبإمكانه احتواء اتحاد طلبة الجامعة، خطوطه مفتوحة مع الإسلاميين وتوزيره يحيد استهدافهم الدائم لوزراء التربية، وهو أول من أثار قضية مصروفات الرئيس وبدأ المعارضة الحديثة ضده، وهو مرشح سابق خسر الانتخابات الأخيرة وبحاجة إلى ما يعيده إلى المجلس، لذلك منطقي أن يقتنص الرئيس والمليفي حاجة كل منهما إلى الآخر، وعليه فإن موضوع المليفي من فكرة توزيره إلى أدائه كلها سياسة في سياسة، وسلام على التعليم.
مقالات
انتخبوا مرشحكم الوزير
14-07-2011