الأغلبية الصامتة: ريتويت حتى تعم الكارثة
لقد صدق من قال «هناك من هو فاهم التويتر غلط»، لأن من صغرت عقولهم، وضاقت صدورهم صدموا بعدد من يمتلكون الحقيقة المطلقة غيرهم، فانغمسوا في دوامة البحث الحثيث في قمامة الآخرين، الشيء المؤسف حقا أن جهازاً مثل أمن الدولة ُشغل في عملية اقتناص ثلاثة من شتامي «تويتر» لا يشكلون خطرا حقيقيا على أمن الدولة مقارنة بشبكات التخريب والتجسس.يوم الأحد الماضي أغرقني الزميل عبدالهادي الجميل الكاتب في "عالم اليوم" بمقال حمل لنا الكثير من الثناء الذي لا يوزن بميزان ولا يثمن بأثمان، فله مني كل الشكر والامتنان، الزميل الجميل ودون أن يخطط دخل معي في قصة مقال اليوم التي كنت أنوي كتابتها منذ فترة، ولكني كنت أنوي كتابتها عن الحالة العملية التي أنطلق منها.
الزميل الجميل كتب كلاما جميلا بحقي يفترض أن يكون ذلك خبرا يزف لي عبر الهاتف النقال أو رسالة قصيرة على الأقل، ولكن هذا الشيء لم يحصل وكأن زميلي لم يمسك بالقلم.بصراحة لم أستغرب لأن الكلام الطيب بات ثقيلا على الحمل بطيئا في الانتشار، ولو أبدع الجميل فيَّ شتما وردحا لأتاني الخبر وعدد "عالم اليوم" لا يزال في المطبعة، هنا تكمن الفكرة، لقد نذر عدد ليس بالقليل من الناس أنفسهم للعمل بصورة حثيثة على البحث والتنقيب عن كل ما هو سيئ وسقيم، ينسخونه ويعيدون إنتاجه وتغليفه ووضعه عند الأبواب كما يفعل العمال المجهولون من زارعي الملصقات الدعائية على زجاج السيارات.إننا نعلم، وهذا ليس بالسر المكنون الذي لا تعرفه غير الدواوين "اللي عروقها بالماي"، أن جهاز أمن الدولة بث عددا من الرقباء في عالم "التويتر"، وهم كما وصفهم أحد الزملاء "شعارهم البيضة"، لا يكتبون شيئا، هم صامتون جامدون فقط لا يتحرك فيهم غير عداد من يلاحقونهم. وتماما مثل جمعية أصداء شرطة المرور تطوع العشرات من "الحفارين" في تأسيس جمعية أصدقاء شرطة "تويتر"، هدفها الرئيس تصوير التغريدات المثيرة، وإعادة نشرها على نطاق واسع، وإلحاقها بحملات المطالبة بعمل "سبام" لحجب الحساب المستهدف، وأخيرا وهذا الأخطر تحريض مغردي جهاز أمن الدولة للتدخل لوضع "حد" لما يكتبه مغرد ما.لقد احتضنت جمعية "الفتانين" كل المتناقضات في عضويتها، ففيها تلاقى الطائفي مع الطائفي كل يكسر في عظام الثاني، والعنصري مع العنصري كل "يمحط" في أصل الثاني، والإلغائي برأس الإلغائي لا يعيش الواحد منهم والثاني على قيد الحياة، وتخيلوا جميع هؤلاء محشورين في مساحة ضيقة "ويرافسون في بعض" وموضوع يبدأ بالطقس ينتهي بحملة "شاهدوا ما كتبه هذا النجس".لقد صدق من قال "هناك من هو فاهم التويتر غلط"، لأن من صغرت عقولهم، وضاقت صدورهم صدموا بعدد من يمتلكون الحقيقة المطلقة غيرهم، فانغمسوا في دوامة البحث الحثيث في قمامة الآخرين، الشيء المؤسف حقا أن جهازاً مثل أمن الدولة ُشغل في عملية اقتناص ثلاثة من شتامي "تويتر" لا يشكلون خطرا حقيقيا على أمن الدولة مقارنة بشبكات التخريب والتجسس، ما عدا واحد فيهم مشهور بإرسال "البشر المفخخين" علنا إلى العراق، وأتوقع أن يزداد عدد العصافير في زنانين أمن الدولة طالما ظل الصمت عما يجري مستمرا والخوف من احتساب من يتناول تلك القضية كمؤيد "للشتامين".أيها الإخوة اطمئنوا بأن الكثير من القضايا من الممكن أن تحسم في النيابة، والتوسع في إقحام أمن الدولة في كل تفاصيل حياتنا سيأكل الجميع، وتذكروا "الدنيا دوارة"، فقط تأملوا أحداث الماضي القريب جدا.الفقرة الأخيرة: "تكفا ريتويت".