مأزق رابطة الأدباء!
![طالب الرفاعي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
الكويت، منارة الخليج، ومصنع المبادرات الديمقراطية والاقتصادية والثقافية والفنية والرياضية، اندفعت خلال الستينيات لتأسيس جمعيات النفع العام، الوجه المشرق للمجتمع المدني، وكان من بينها رابطة الأدباء في الكويت، التي تأسست عام 1964، لتشكل واحداً من أهم مراكز الإشعاع الثقافي في البلاد وقتذاك. رابطة الأدباء، وبوصفها جمعية نفع عام، فإنها تتعيّش حالياً على معونة سنوية من وزارة الشؤون مقدارها عشرون ألف دينار. وبحسبة مالية صغيرة، لرواتب الموظفين العاملين في الرابطة، وتكلفة إصدار مجلة "البيان" الشهرية لسان حال الرابطة، فإن معونة الشؤون بالكاد تغطي هذه المصاريف، ليبرز السؤال الكبير والمؤلم: كيف يتسنى لرابطة الأدباء كإحدى مؤسسات المجتمع المدني، إقامة أنشطتها والنهوض بالدور الثقافي المنوط بها، في رعاية نشء ثقافي، والتأسيس لأجيال من الكتّاب الكويتيين، ونشر الثقافة الرصينة كزاد يومي على مائدة الأسرة الكويتية والعربية في الكويت؟لقد كانت نبرة الألم التي يتحدث بها أمين عام الرابطة واضحة، وهو يشرح كيف أن الرابطة تقف عاجزة أمام تنفيذ مشاريع ثقافية كثيرة، ولسبب بسيط هو عدم وجود المادة، وكيف أن مبنى الرابطة يُمكن أن يُوصف إنشائياً كمبنى آيل للسقوط، دون أن تلوح في الأفق أي بارقة أمل لإقامة مشروع مقر جديد للرابطة، يكون واجهة حقيقية للأدب والفن في الكويت. في زمن ثورة المعلومات والإعلام والاتصال، ومحركات ومواقع شبكة الإنترنت، وثقافة الفضاء المفتوح.هناك من لا يزال ينظر إلى دول الخليج النفطية، ومنها الكويت، بوصفها دولا بحبوحة مالية. وأذكر تماماً، أن طالباً أميركياً في محاضرة لي في جامعة "Appalachina"، في ولاية "نورث كارولينا"، سألني عن إمكانية حصوله على الجنسية الكويتية، بعد أن سمع مني أن الكويت لا تأخذ ضرائب على معاشات سكانها، وأنها تقدم خدمات التعليم والطب والسكن بالمجان لسكانها، لكن ذلك السائل كان سيحرجني كثيراً لو أنه سألني عن الجهد الذي تقدمه الكويت حالياً لرعاية مبدعيها وثقافتها. وربما فسر مأزق الرابطة المالي، جزءاً ولو يسيراً من مأزق الثقافة الكويتية، في زمن سباق المبادرات الثقافية الخليجية والعربية.