الآن، وقد وضعت انتخابات مجلس الأمة أوزارها وفاز بثقة الشعب من فاز وخسر من خسر، ولا شك أن مخرجات الانتخابات تمثل رأي الأغلبية من الشعب، فمن الواجب احترام نتائجها والتعامل معها على هذا الأساس، فأعان الله الفائز على حمل الأمانة.

Ad

سأتحدث عن ثلاث دوائر انتخابية لأني تمعنت بها أكثر من غيرها، وأرى أن حديثي عنها سيكون مرضيا لضميري، حيث وللأمانة لم أكن قد أخذت الوقت الكافي حتى أتمعن أكثر بالدائرتين الأخيرتين.

بالنسبة إلى الدائرة الأولى كانت النتائج شبه متوقعة عطفا على السياق الذي جرى، وكانت كثرة مرشحي قبيلة العوازم الكريمة قد وقفت عائقا أمام وصول أي منهم، فعلى الرغم مما قيل عن تركيز فإنه "لا يوكل عيش"، فالميدان ساخن والنسور تتوثب وهؤلاء المرشحون كل منهمك بنفسه، ونسوا أو تناسوا أن "الجمعة عز"، ولعلها درس قاس للمقبل من الأيام، وإن شاء الله تتعوض فهم ولا شك "ملح الدائرة". أما إخواننا الشيعة فكان ضعف التنسيق والتنافس غير المنضبط قد أتاح الفرصة لأحد المرشحين استغلال هذا الوضع، وغرد وحيدا، فما كان في الميدان غيره، ويقول "إنها بركة أهل البيت". أما أهلنا "الحضر السنة" فخير ما عملوا أنهم قدموا نموذجا في التعاون الانتخابي، وعوضوا ما فاتهم في السنوات الماضية ففاز أربعة نواب من أبدع ما يكون.

فعلى مرشحي العوازم ترتيب صفوفهم قبل أي انتخابات قادمة وإلا فليتركوا التنافس لغيرهم، أما تسعة مرشحين فالعدد كبير على ثمانية آلاف ناخب بصراحة. في الدائرة الثالثة كما كان متوقعا بلا مفاجآت أيضا إنما كانت المفاجأة في ترتيب المراكز وصعود نجم أحد المرشحين في آخر يومين، مما أهله لحمل الأمانة.

الرابعة مثل الثالثة نفس الطرح وإن كان العكس هو الصحيح، فكل دائرة تتفاخر ضد الأخرى (أقصد مجموعات معروفة للجميع وليس كل الدائرتين)، وأتمنى من العقلاء أن يتداركوا الأمر، فما حدث يقيض الوحدة الوطنية ويهدد سلامة وأمن هذا البلد العزيز.

أما الدائرة الخامسة فالمفاجأة كانت بالأرقام والترتيب الذي حصل عليه الفائزون، وهنا أؤكد أنه يجب أن يتم النظر في الفرعيات التي كادت تتساقط. فنجح خمسة واثنين بشق الأنفس، وواحد لم يحالفه الحظ، فلا شك أن التزام القبائل بمخرجات الفرعية لم يكن كالسنوات الفائتة، والأسباب معروفة.

وهنا أخاطب هنا قبيلتي العوازم والعجمان بالذات: يا جماعة مادمتم لا تريدون فلانا فلماذا نجح بالفرعي؟ أما التحالف الرباعي الذي وصل عن طريقه أحد النواب الحاليين فمن الصعب أن يتفق أعضاؤه وإن اتفقوا بالكلام لكن الوقائع تناقض ذلك.

والكلام كثير لكن أسأل الله أن يولي علينا خيارنا، وأن يطرح بهم الخير والبركة جميعا، فكلنا أهل الكويت ولا نزايد على أحد في حب هذه الدار الطيبة... وحفظ الله الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه.