لا تقْربوا الدستور
أيام قليلة تفصلنا عن الانتخابات البرلمانية، أو ما يطلق عليه البعض "العرس الديمقراطي"، وهنا نتساءل: ما مقومات ذلك العرس الذي ينتظره الكثيرون؟ وهل استعدادات "المعاريس" تليق بهذا العرس؟ وهل قاموا بصرف تلك الأموال الطائلة حُباً في العروس أم تغزُلاً بالمعازيم وتقرباً منهم؟! وهل الكويت هي العروس الحقيقية لجميع المرشحين؟ أم أنها مجرد وسيلة لا أكثر؟!للأسف الشديد، يعمل البعض من أجل الوصول إلى المجلس مستغلاً جميع الوسائل المتاحة، المشروعة وغير المشروعة، ولست هنا بصدد حصر تلك الوسائل، لأن بعض أولئك المهرولين نحو كرسي البرلمان لم يتركوا مساحة في عقولهم إلا استغلوها، بل تفننوا في تعبيد الطرق الملتوية والسريعة من أجل الوصول إلى المجلس.
وأعتقد أنه لو استغل أعضاء المجلس رُبع الطاقة التي يبذلونها في ماراثون الانتخابات بعد جلوسهم على الكرسي الأخضر لكان حال البلاد والعباد أفضل بكثير مما هو عليه اليوم!إن من يعمل على "استعباد" الناخبين من خلال عرض الهدايا والأموال الطائلة وشراء الذمم، ومن يسعى إلى النجاح عن طريق تهشيم الوحدة الوطنية وتفتيت المجتمع بطرحه الفئوي والطائفي والقبلي، ومن يعتقد بإمكان تلميع صورته الباهتة من خلال تشويه صورة الآخرين من أبناء وطنه، كل أولئك قد يصلون إلى "المجلس" ويساهمون في تلويث الديمقراطية الكويتية وانحدارها، ولكنهم قطعاً لن يصلوا إلى "الأمة" التي هي مصدر السلطات جميعاً.فـ"الأمة" جمع لا فرد، وبذل وعطاء لا أخذ وتكسب، وهي المجلس، لا العكس! خربشة:يكفرون بالديمقراطية،ويُحرّمون الانتخابات،ويريدون وأد الدستور عن طريق تعديل المادة الثانية!رجاءً، لا تقربوا الدستور