بمجرد أن النائب x محمد هايف (إكس بمعنى السابق) علم أن حفلاً سيقام في مدرسة متوسطة بمنطقة سعد العبدالله، بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة تتخلله ورشات عمل وندوات بريئة، سارع بإطلاق تهديداته التي اعتدناها منه ومن رفاقه في جيوش وسرايا جزاري ذبح العقول وسلخ العقلانية الإنسانية، متهما "الفلاسفة وما عليهم من شبهات... !" وأن الحفل فيه اختلاط للجنسين ولو كان هذا بفرض صحته هو "اختلاط أطفال" طاهر تتم فيه ندوات وحوارات تربي فيهم روح النقد والجدل الفكريين الغائبين عن إمبراطورية السلف المستبدة بالدولة الكويتية وشقيقاتها وجاراتها من الخليج الخامل إلى المحيط الفاشل. حفل سنوي للفلسفة يعني حفلة x وإكس تعني الآن مشهداً خلاعياً جنسياً بفيلم يستحيل أن يطأ دور السينما الكويتية المقطعة المشاهد، ومصنفاً بدرجة "إكس ريتد" لا يجوز للأطفال (ولا حتى العجائز الذين خمدت فيهم رغبات التناسل وجذوة العشق) مشاهدته والتفكير فيه، ومن هنا تصبح الفلسفة ذاتها "فاحشة جنسية" بدرجة x كبيرة من نتاج الغرب الكافر لا يصح أبداً الاحتفاء بها ويصبح المفكرون والفلاسفة من براميندس وسقراط في يونان ما قبل الميلاد حتى أكبر فلاسفة اليوم في الشرق والغرب دعاة فسق وفجور ودعارة، أي أن مكنة التفكير الحر ذاتها هي مشروع فسق متكامل يولد الشبهات ويهز عوالم اليقين وحقائقه المطلقة الكاملة التي تعيش تحت ظلالها أمة التكفير لا التفكير. زميلنا بمهنة المنطق العقلي الصارم، أي مهنة القانون وزير التربية x (أي السابق) أحمد المليفي، الذي يقوم بتسيير العاجل من الأمور في التعليم والعدل، سارع متجاوباً مع نداءات النائب x محمد هايف وألغى الاحتفال ربما متصوراً أن مثل هذا الاحتفال يعد "فعلاً فاضحاً يخل بالحياء العام" كجريمة تعاقب عليها قوانين الجزاء في الكويت وبقية الدول التي على شاكلتها في إمبراطوريات العيب وتقنين الأعراف الرجعية المتزمتة، وبجرة قلم ألغى الاحتفال وترك الزميل باسل الزير يئن حزناً على ما حدث في إمارة x ليكتب مقالاً في "القبس" بعنوان "تعال أعلمك الفلسفة"! ولا أدري من هم الذين يريد الزميل باسل تعليمهم الفلسفة! فهذه لا يمكن تعليمها لحزب الإكسات الذين يعيشون في عوالم المطلقات واليقينيات، فهم لا يؤمنون بحرية العقل بالتفكير، ويجرمون حق الإنسان بالمعرفة والتأمل وتدبر معنى الوجود، ويرون أن منجزات الإنسانية العلمية والروحية من بركة المصادفة والقدر المكتوب وليست نتاجاً عقلياً تراكمياً تم بجهد مضن لفلاسفة ومفكرين مهدوا لعصر الأنوار في أوروبا بنهايات القرن السابع عشر لتجني الإنسانية في ما بعد ثمار عذابهم وشقائهم في العلوم الطبيعية والاجتماعية، وكلها في النهاية نتاج الفلسفة التي يعتقد النائب x محمد هايف أنها شبهة، حسب فقهه وفقه من والاه من وزراء الإكسات...! ولقد أسمعت يا باسل لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي.
Ad