الأغلبية الصامتة: ديمقراطية في حضن القوات الخاصة
نقل سمو رئيس الحكومة!! دعوة من الرئيس جاسم الخرافي لرئيس البرلمان الكندي السيد أندرو سشير لزيارة الكويت والتعرف عن قرب على الحياة الديمقراطية فيها، شخصيا أرجو من السيد أندرو الاستجابة الفورية للدعوة الكويتية وزيارة الكويت خلال هذه الأيام التي تشهد الديمقراطية قمة حراكها السياسي والإعلامي والأمني في آن واحد.وقبل أن أسترسل أرجو من السفارة الكندية في الكويت أن تترجم هذا المقال، وتوصله إلى رئيس البرلمان الكندي لأنه سيتضمن دعوة شخصية مني له لتناول الغداء إن زار الكويت في أحد المطاعم الشعبية في سوق المباركية، والتنقل من مقر سكنه وإليه بسيارتي الخاصة بدون حراسة أو مرافقين، ومن ثم سأجعله خلال ساعة من الزمن يتعرف على الديمقراطية الكويتية الحقيقية غير التي سيراها في القنوات الرسمية والغرف المغلقة المبخرة.
لقد اخترت سوق المباركية لأنه قريب من أماكن الحراك الشبابي، وبعد أن أتأكد من قبول السيد آندرو دعوتي على الغداء سأبث خبرا عبر صفحتي في "تويتر" يقول إن القوى الشبابية قررت الخروج إلى ساحتي الصفاة والإرادة في وقت واحد لعمل مظاهرة ضد الفساد والرشوة، بطبيعة الحال رقباء "تويتر" سيلتقطون الخبر من رأسي قبل طباعته.وبينما يتناول السيد آندرو قطعا من "النقرور المشوية" التي سأدسها في فمه عرفانا مني بالدور الكندي في تحرير الكويت من الاحتلال العراقي، سيسمع صوت صفارات سيارات الدورية وسيشعر بزلزلة خفيفة في الأرض ناتجة عن حركة أرتال القوات الخاصة.السيد أندرو سيسألني "بالفيومي طبعا": ما الذي يحدث من حولنا؟ جوابي له بعد أن أقشر له خمس "ربيانات" مقلية وأضعها على طبق فيه خمس ملاعق من الأرز الأبيض: لا شيء. صديقي اليوم مظاهرة سلمية ضد الفساد والرشوة وحكومتنا الرشيدة تخشى على الشباب من المندسين والمخربين لذلك هي تسبقهم لتحتل مكانهم وتحوله إلى ثكنة وطنية، ولأنه أجنبي وأكيد يحب التصوير سيطلب مني الذهاب في جولة سياحية لأخذ صور تذكارية للحشود الأمنية التي تحيط بكل نشاط تحت السماء أو الأسقف. رئيس البرلمان الكندي ليس أضحوكة بيد قنوات الفساد الإعلامي حتى تمر عليه "حكاية الديمقراطية الكويتية"، وليس دبلوماسيا رسميا من المقرر عليه أن يقذف بالفقرات الباردة المكررة في كل دولة يزورها، إنه ينتمي إلى ديمقراطية حقيقية فيها أحزاب وتداول سلطة وصحافة لا تحتاج إلى ترخيص، ومؤسسات مجتمع مدني لا تعرف عبارة "تحت رعاية الشيخ أو العم"، وفيها شفافية عالية تتقزم أمامها بيانات "اللت والعجن" عن أشياء غير موجودة وأوهام لن تتحقق بوجود عقليات متسلطة ومجاميع متزلفة.في الختام أتمنى أن تصل هذه الأسئلة إلى رئيس البرلمان الكندي كي يطرحها على كبار المسؤولين في الكويت؛ للتعرف على الحياة الديمقراطية فيها عن قرب، وهي: لماذا البرلمان الكويتي يأخذ إجازات متقطعة وطويلة؟ وهل يحق للمواطن إصدار صحيفة؟ وأين النتائج التفصيلية لانتخابات 2008 و2009؟، وهل يتمتع أصحاب الرأي بمساحة واسعة للنقد؟ وهل دخلوا السجن من قبل؟ وهل صحيح أن النواب والأكاديميين ضربهم رصيف في يوم من الأيام؟ ولماذا يداوم مغردو "التويتر" هذه الأيام في الأجهزة الأمنية؟الفقرة الأخيرة:سأهدي رئيس البرلمان الكندي نسخة من كتابي "حالة حرية التعبير في الكويت" ليتعرف أكثر على ديمقراطيتنا.