كي تعرف هل أنت في نعيم أم في جحيم لابد لك من أن تتعرف على حياة الآخرين، الذين يدعو البعض إلى تقليدهم وتأييدهم، والحلم بالانضمام إليهم والعيش تحت رايتهم.

Ad

كتبت هذه السطور بعد أن قرأت خبراً منقولاً عن موقع "جرس" الإيراني، بأن آية الله موسي أردبيلي، وهو من كبار مراجع التقليد في قم، كان التقى المرشد العام آية الله الخامنئي بعد أحداث الاحتجاجات الشعبية هناك، وحثه على إطلاق سراح السجناء السياسيين، فرد عليه بالآتي: في فترة حكم الإمام الخميني كنت تشغل منصب رئيس السلطة القضائية، وقد تم في تلك الحقبة إعدام جميع معارضي النظام طبقاً لأوامر قائد الثورة، واليوم أنا لم أطلب إعدام المعارضين واكتفيت بسجنهم فكيف لك أن تحتج علي؟

وما أشار إليه خامنئي تؤكده مصادر المعارضة الإيرانية من أن الخميني كان قد أمر في صيف 1988 بإعدام كل المعارضين في السجون، وخلال شهر رمضان من ذلك العام أعدم ما يقارب 4500 سجين، الأمر الذي أثار غضب نائب ولي الفقيه آية الله منتظري فقدم استقالته من منصبه ففرض الخميني عليه الإقامة الجبرية.

وتؤكد المنظمات الحقوقية الدولية أن النظام الإيراني قام ويقوم يومياً بإعدام عشرة أشخاص من المعارضين للنظام، أي ما يصل إلى 3600 شخص في العام، وهو رقم يضع إيران في المرتبة الثانية بعد الصين في عدد الإعدامات.

لن أزيد على تلك الأخبار، فبعضها يكفي لكي نعرف أننا في نعمة وأن النظام الإيراني ليس مثلاً يحتذى ولا حلماً يتمنى المرء أن يعيشه، أو يستظل في ظله.

ولو التفتنا يميناً أو شمالاً فلن نجد مثل نظامنا، ولا رحمة أكبر من الرحمة التي وضعها الله في قلوب حكامنا، فنحن في الكويت شركاء في إدارة البلاد، أحرار في قول ما نعتقده ونؤمن به، يخرج أحدنا من بيته ليقول ما يريد أن يقوله دون خوف ولا وجل مادام يعمل في النهار وفي دائرة القانون وضوابطه... ومع هذا كله فالسقطات موجودة، والفساد السياسي والمالي موجود، والإهمال في الدوائر الحكومية متفش، وكثير من المصالح متوقفة، لكن الحرية موجودة، والذات الإنسانية للمواطنين مصونة، وبهاتين يمكن للمصلحين التحرك لتدارك كل ذلك والضغط لدفع العجلة على طريق الإصلاح، وتحقيق الطموحات... ألسنا أحسن من غيرنا، وأن الكويت مازالت أفضل وبكثير من غيرها؟