العادات والتقاليد وكلام الناس والخوف من أفكارهم المسبقة، هو ما جعلنا نتأخر ولا نتطور، فتجد طموحاتنا تنحر عند عتبات النجاح فقط لأننا نخاف أن يأخذ الناس فكرة عن "فلانة بأنها قوية وأهلها مو قادرين عليها"، المفروض طموحها يقتصر على الزواج أو العمل في الكويت.

Ad

في مجتمعنا هناك خلط في المفهوم الحقيقي للعيب، فمنهم من يخاف العيب ويخشاه فيرى الحرام فيه حلالا في بعض الأحيان، ولكن العيب وإن كان حلالا فهو حرام، بل لربما أشد من الحرام عند الآخرين.

فمعظم الناس في مجتمعي يخافون الآخر، ولربما أكثر مما يخافون ربهم أحياناً، فتجد الحوار لإقناع أي شخص بالإقلاع عن عادة معينة يقولون عنه: "هذا عيب" وليس "هذا حرام"!

فعلى سبيل المثال تجد حوار أب اكتشف أن ابنته تدخن كالتالي: "عيب عليك ما عندنا بنات يدخنون! مو عاداتنا ولا تقاليدنا". وما إلى ذلك من حوارات معروفة وموجودة حتى في المسلسلات، ولكن لا وجود لكلمة حرام بينها.

الحرام عندنا حلال، حيث تجد المجتمع يتقبل الرجل الذي يلعب القمار، ويشرب ويدخن ويمارس الرذيلة، ويجد أنه لا عيب لا ضير في أن يتقدم ليخطب أحد بناتهم، وتجدهم يقولون للبنت ترى "الريال يتعدل لما يحس بالمسؤولية والريال ناقل عيبة".

وفجأة تجد هذا المجتمع المحافظ تحول إلى مجتمع متقبل لعيوب الرجل فقط والتي تعتبر دينياً حراما، فالمجتمع قسم العيب درجات، ولكنها تجتمع في النهاية على ألا تمارس في العلن، فعلى سبيل المثال الأب يعرف أن ابنه يشرب الكحول لكنه يشترط عليه ألا يقوم بذلك أمام الناس خوفا من المجتمع وليس الله.

العادات والتقاليد وكلام الناس والخوف من أفكارهم المسبقة، هو ما جعلنا نتأخر ولا نتطور، فتجد طموحاتنا تنحر عند عتبات النجاح فقط لأننا نخاف أن يأخذ الناس فكرة عن "فلانة بأنها قوية وأهلها مو قادرين عليها"، المفروض طموحها يقتصر على الزواج أو العمل في الكويت، وأي إنسانة تقرر العمل في الخارج أو عدم الزواج تجد الهمسات تحاط حولها بأن هذا عيب.

العيب الحقيقي هو الانجراف في تيارات المجتمع التي من شأنها أن تحط من احترامنا لذواتنا، لأن خياراتنا هي ملك لنا يجب ألا تدخل آراء الآخرين فيها طالما أنها لا تضر الإنسانية.

العيب والصح والخطأ، تتفاوت من شخص إلى آخر، ومن سلم نفسه لسيف المجتمع فسيجد أنه سلم حريته وشخصيته وأحلامه لسجان متخلف لن يطلق سراحه مهما بلغ تطور المجتمع.

قفلة:

كن أنت التغيير الذي تحلم به، فالتغيير هو سنة الحياة ولولاه لكنا نسافر على ظهور الجمال حتى يومنا هذا، وحين نمارس كلنا التغيير فستعود الأمور إلى نصابها ويبقى العيب مجرد رأي والحرام هو الحرام.