منذ زمن بعيد ومع انتشارالثقافات بالوسائل المتعددة والممكنة، وتلاقي ثقافات العالم الكبير إقليمياً، والصغير إلكترونياً، والمثقفون مازالوا يعرفون الثقافة كل بحسب رؤيته، حتى وصل عدد تعاريفها إلى ما يقارب 149 تعريفا، على حد قول د. صادق الجبران، والذي تحدث بوجع عن حال المثقفين عندما استضافه مركز المواطنة الخليجية، ومعه د. موزة غباش، وكان يدير الجلسة بحرفنة د. محمد الفيلي.
وبوجهة نظري أن المثقف في أبسط الأحوال والتعاريف، هو من يتمتع بذكاء عال ونظرة مغايرة للأحداث وتداعياتها، ويمتلك قاعدة معلومات كبيرة تمكنه من معرفة كينونة الأشياء، والدراية بها.كان د. صادق الجبران موجوعا من حال المثقفين والتفافهم حول السلطة، وتساءل: كيف لمثقف أن يلتف حول وزير الداخلية الذي يراه "رمز الاستبداد"، ولكن في اعتقادي إذا كان دور المثقف العزلة والتنظير فما الفائدة من وجوده؟! إذا كان جمع من المثقفين لا يرون في القرب من السلطة، فمن يكون للسلطة؟! فمن سيشارك رمز الاستبداد بالقرار والمشورة؟! هل الحرس الذين لا يعرفون سوى الحلول الأمنية؟!إن ما يخلف المشاكل بالمجتمع بوجهة نظري هو يأس المثقفين، وعزوفهم عن الالتفاف حول السلطة، من منطلق "أحقق كل شيء أو لا أحقق"، وكأنهم يريدون المجتمع الذي هم من أحد أنواعه، "نخبوي" إن جاز التعبير، أو مطابقا لوجهات نظرهم.يجب على المثقف النزول للعامة بذكاء وحرفة ومشاركة حتى رمز الاستبداد وإشعاره بالعظمة، من أجل تحقيق جزء بسيط من الأهداف السامية التي يرجع نفعها على المجتمع، أما العزوف فلا فائدة منه مرجوة، كما هي الحال الآن.قال نابليون ذات مرة:لقد عانى العالم ويلات كثيرة، ليس بسبب العنف الذي تسبب فيه أشرار البشر، بل بسبب صمت الطيبين عن تلك الشرور.
مقالات
دور المثقفين
29-10-2011