إن ترك الوزراء والنواب ليقولوا في علاقات الجوار ما يريدون دون ضوابط متفق عليها قد يجرنا إلى مشاكل نحن في غنى عنها، وأتمنى أن تتوقف التصريحات العنترية، وأن نتحدث بالسياسة كما يجب أن تكون، ومصلحة الكويت وأمنها وسلامتها في مقدمة الأولويات.

Ad

علاقة الكويت مع إيران والعراق يجب أن تدار بالكثير من التعقل والحكمة وبعد النظر، فمن تجاربنا وما نراه الآن على الساحة العربية نجد أن أي نظام يمر بمشاكل داخلية، يسعى إلى فك عزلته أو إدارة دفة الاحتجاج والمطالبات لخلق حالة من التوتر مع الجيران بسبب أو بدون سبب.

وهناك بالطبع من تجار وسماسرة السلاح من يطرب لذلك، فيسارعون إلى صب الزيت على النار؛ حتى يتحول التوتر إلى حرب، وحين تشتعل أي حرب فإن الجميع يخسر وتتأخر عجلة التنمية والتطور، وتذهب ثروات الدول إلى مصنعي الأسلحة وتجارها وسماسرتها، ويعض كل طرف بنان الندم، ولكن بعد خراب مالطة.

أتمنى لو اتفق مجلس الأمة والحكومة على متحدث رسمي واحد يعبر عن الرأي العام بأسلوب دبلوماسي راق يؤكد الموقف العام من أي قضية سياسية تتعلق بالجيران، وقضايا الحدود وغيرها من الأسباب؛ لكي لا تخرج علينا وعنا تصريحات جاهلة تضر بالمصلحة العامة، ولا تعبر عن الرأي الرسمي للدولة، وتعطي فرصة لخالقي المتاعب لارتكاب جريمة بحق الكويت.

ولقد رأينا في الفترة الأخيرة كثيرا من التصريحات والمواقف التي يعتقد أصحابها أنهم يمتلكون الشجاعة، وأن تصريحاتهم ستهز الآخرين وتخرسهم، وهم في الواقع يعطون فرصة، ويخلقون ذريعة لاستفحال المشكلة إن كان لها أساس أصلا.

إن التعامل السياسي مع الدول الأخرى يتطلب حنكة ودراية كما يتطلب إتقانا للغة والتعبير السياسي والدبلوماسي الدقيق، وإن علاقتنا بجيراننا يجب أن تكون محل اتفاق بين الحكومة ومجلس الأمة للاتفاق على الموقف والتوجه والردود والأسلوب والجهة المنوط بها التعبير عن هذا الموقف.

وإن ترك الوزراء والنواب ليقولوا في علاقات الجوار ما يريدون دون ضوابط متفق عليها قد يجرنا إلى مشاكل نحن في غنى عنها، وأتمنى أن تتوقف التصريحات العنترية، وأن نتحدث بالسياسة كما يجب أن تكون، ومصلحة الكويت وأمنها وسلامتها في مقدمة الأولويات.