اليوم يختار الكويتيون من يحمل أمانة نقش أصواتهم على جدار الصمت، ولي في هذا الحدث أمنيات وددت لو تتحقق:

Ad

أتمنى أن يعي الكويتيون أن هذه الانتخابات محاولة أخرى لاختبار نوايا النور، ورسم مساحات السماء، والأهم أنها محاولة للتصالح مع وطن!

أتمنى أن يعوا في هذا اليوم أنهم مطالبون فعلا بالتصالح مع الكويت، وتقديم الاعتذار لها، وجبر خاطرها المكسور منذ زمن،

مطالبون بإعادة الأشرعة التي سُرقت من سفينتها، وإعادة البحر الذي يكاد يجف من تحتها، والأذرع السمراء «النظيفة» التي شُلّت ولم يعد بمقدورها حفر صدر الماء بالمجاديف،

الكويتيون مطالبون اليوم بالاعتذار للكويت...!

ومسح دموعها المنسابة على وجنتيها، ورسم البسمة التي وُئدت على شفتيها، وإزالة الحزن من قلبها، ورفع الأسى عنه،

الكويتيون مطالبون بالركوع تحت قدم الكويت وطلب الصفح منها على ما ارتكبوه بحقها وحق أنفسهم من خطايا شنيعة، أعظمها تمزيق وحدتهم الوطنية التي كانت مضربا للمثل.

وهذه فرصتهم اليوم للتكفير عن خطاياهم تلك، والتعبير عن توبتهم النصوح، وهذه التوبة النصوح لن تتأتى إلا إذا عاد الكويتيون إلى سرّ جمالهم المتمثل في وحدتهم ضمن نسيج اجتماعي واحد،

نسيج يضم كل أطياف المجتمع تحت سقف مصلحة الكويت ولا مصلحة تعلو على هذه المصلحة، لا الطائفة، ولا القبيلة، ولا العِرق، ولا الحزب، ولا أي انتماء آخر.

الانتماء للكويت فقط هو الشرط الوحيد الذي سيحقق توبة نصوح للكويتيين لتغفر الكويت لهم،

والانتماء للوطن ليس بالضرورة أن يكون منافياً لأي انتماء آخر، ولكنه الأهم والأعظم،

أتمنى على كل كويتي اليوم أن يتذكر قبل أن يدلي بصوته أن الكويت أمانة كبرى في عنقه، وأن حمل هذه الأمانة ليس هيّناً، ولكنه ليس مستحيلا، فإن كان ولابد أن يميل إلى طائفته أو قبيلته أو أي انتماء آخر فليختر من يؤمن بأن الكويت أولاً وقبل أي شيء،

اليوم فرصة الكويتيين لإنقاذ الكويت التي تقف على الهاوية، وأتمنى أن يتم إنقاذها قبل فوات الأوان،

ولي أمنية أخيرة... تتعلق بالمرشحين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي أن أرى أحداً منهم يحتل مقعداً في البرلمان القادم، ليس فقط للدلالة على مدى ما يتمتع به أبناء الكويت من وعي وتحضّر في التعاطي مع هذه الفئة، ولكن لإعطاء هذه الفئة فرصة للمشاركة في رسم ملامح المسيرة القادمة للوطن...

ففي الدورات الماضية وصل أعضاء مبصرون إلا أنهم عمي عن مصلحة الوطن، فهم لا يبصرون سوى مصالحهم الضيقة جدا والتي فصلت على مقاس رغباتهم وأهوائهم،

وفي الدورات الماضية أيضا وصل أعضاء بأرجل سليمة معافاة، إلا أنهم ساروا في طريق الشوك وجروا الوطن خلفهم في هذا الطريق،

وفي الدورات الماضية وصل أعضاء لا تشكو حبالهم الصوتية من علّة ظاهرة خصوصا في قول الباطل، إلا أنهم يخرسون وتختفي أصواتهم عند كلمة الحق!

أتمنى أن يوفق المرشحون من ذوي الاحتياجات الخاصة، فكم من أعمى يرى أكثر من مبصر، وكم من أخرس أفصح من طليق لسان!