التعليم طريق الحياة

إن اعتماد المجتمع الكويتي على البحر والغوص والسفر والتجارة، كمصدر أساسي للرزق والحياة، قبل اكتشاف وتصدير البترول، فرض على الكويتيين وصلا إنسانيا وثقافيا ومعرفيا مع الآخر، وهذا يفسر الصلة الوطيدة بين نشأة مدينة الكويت عام 1613 والمخطوطات التي نُسخت في الكويت عام 1682، وبما يدلل على تلازم مسار الحياة والعلم والتعلم. فلم يقف طموح الكويتيين في تحصيل العلم بإنشاء المدرسة النظامية، بل تجاوز ذلك إلى إرسال بعثات الطلاب إلى الخارج، «ففي بداية عام 1924، أوفدت إدارة المعارف في الكويت أول بعثة طلابية للالتحاق بمدارس عراقية، بتشجيع من سمو حاكم البلاد المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح، وتألفت المجموعة الأولى من سبعة طلاب هم خريجو المدرستين المباركية والاحمدية... فانتسبوا إلى الكلية الأعظمية ببغداد» ص38ويتتبع كتاب «مائة عام من تاريخ التعليم النظامي في دولة الكويت» مسيرة التعليم، مسلطاً الضوء على أهم الأسماء، الكويتية والعربية، التي شاركت في وضع لبناتها، وبما يظهر الدور الشعبي الأساسي الداعم لمسيرة التعليم في الكويت. كما يقدم الكتاب، تعريفاً برواد التعليم النظامي في الكويت، إلى جانب ذكر أسماء المحسنين الذين كان لتبرعاتهم الأثر الكبير في دفع عملية التعليم، إضافة إلى أكثر من كشف للطلاب والطالبات المنتسبين إلى مختلف المدارس، وكذلك أسماء الطلبة المبعوثين في بعثات تعليمية خارجية.الحديث عن التعليم يقودنا بالضرورة إلى حالة العزوف الشبابية عن القراءة، وأهم الخطوات الواجب اتخاذها لإعادة شيء من البريق للقراءة والكتاب. ولا أظن أن دوراً أساسياً يعادل الدور الذي يجب أن تلعبه المؤسسة الأسرية والمؤسسة التربوية. فما بين بيت الأسرة وبيت المدرسة تتشكل شخصية الأبناء، وكلما كان حضور وتقدير العلم والمعلم ماثلاً في البيت والمدرسة جاء الغرس مثمراً، يتناسب وعصر ثورة المعلومات والاتصال. فلا يمكن لنا أن نعيش ونتعايش مع عصرنا دون التسلح بالعلم، ولن يتسنى لنا التواصل والتعاون مع الآخر، دون معرفة علمية وفكرية وثقافية وفنية.