بعدما انقشع غبار المعركة الانتخابية، وظهرت النتائج وفاز من فاز وخسر من خسر، توجهت أنظار الناس إلى بيت سمو رئيس مجلس الوزراء تنتظر الأخبار، وبدأ الناس يتحدثون عن صورة الحكومة الجديدة للعهد الجديد، كيف سيتم اختيار أعضائها؟ وهل سيتغير المنهج وطريقة التشكيل؟ أم أن المنهج والأسلوب في اختيار الوزراء سيظلان ثابتين ولن يتغير سوى الأسماء؟ هل تمت قراءة نتائج الانتخابات جيدا وهل وعى الجميع رسالة الشعب الكويتي واستوعبوا تفاصيلها؟ هل سيكون الاتجاه نحو تشكيل حكومة ائتلافية تراعي مكونات مجلس الأمة كما يحدث في كل الدول الديمقراطية؟ أم أن التوجه سيكون باختيار حكومة تكنوقراط لا ينتمي أعضاؤها إلى أي طيف سياسي؟

Ad

الجميع يتحدث عن مطلب شعبي بولادة حكومة قوية تستطيع أن تتعامل مع المجلس تعامل الند، حكومة يجمعها برنامج عمل واضح المعالم يجتمع أعضاؤها عليه، يؤمنون به، ويدافعون عنه، حكومة لم يتلطخ أعضاؤها بممارسات سياسية سابقة تجعلهم صيداً سهلا ً للنواب، وتشوش صورتها عند الشارع الكويتي.

المهم أن تكون حكومة تتوافق مع نتائج الأحداث السابقة ومخرجات الانتخابات كي لا تدور في دائرة الصراع ثم لا تعرف كيف تخرج منها.

***

كل التصريحات التي نشرت في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة لسمو رئيس مجلس الوزراء مبشرة وتدعو إلى مد يد العون له، والتفاؤل بعهد جديد متفهم للتغيرات الكبيرة التي حدثت، وتوجب على المجلس والجماعات السياسية المختلفة فتح صفحة جديدة معه ومع حكومته المرتقبة والسير نحوها للالتقاء في نقطة التعاون والتفاهم للانطلاق معاً نحو بناء الدولة وتحقيق طموحات الشعب الكويتي الذي ينتظر الكثير من هذا المجلس ومن سمو رئيس الوزراء، هذه الفرصة لا يجب أن نضيعها بحسابات فردية، ورغبة في تسجيل نقاط على بعضنا، فمصلحة الكويت أغلى وأهم، وخدمة شعبها مقدمة على كل المصالح الضيقة، المهم أن نلمس نهجاً جديداً وفكراً واعياً، وفهماً للواقع الذي نعيشه، والمرحلة التي نتعامل معها.