يرصد الفنان جعفر إصلاح أحداثاً مهمة من التاريخ خلال أعماله المتنوعة في الرسم والنحت والملصقات، مجسداً عبر خطابه البصري رؤاه الخاصة.

Ad

نظّمت مؤسسة منصة الفن المعاصر "كاب" معرضاً استعادياً للفنان جعفر إصلاح برعاية وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد مساء أمس الأول في قاعة "كاب" بمنطقة الشويخ الصناعية، متضمناً مجموعة متنوعة من أعمال الرسم والنحت.

يحتوي المعرض على مجموعة كبيرة من أعمال إصلاح نسج تفاصيلها خلال مشواره الفني الممتد إلى أكثر من أربعة عقود، رافضاً أشكال الإرهاب والعنف والتعصب، داعياً إلى التعايش السلمي بين الشعوب.

رأب الصدع

وبهذه المناسبة، أكد الفنان جعفر إصلاح في كلمته المكتوبة أن ثمة مسؤولية كبيرة تقع على كاهل الفنان حالياً في مسألة تفيعل أواصر المحبة والإخلاص، مشيراً إلى ضرورة تضافر الجهود لرأب الصدع، ويرى أن مظاهر الفنون تعكس التوتر والقسوة واضطراب العالم، ونعللها بأنها تعبير عن الذات، ولكن هل يكون المخرج في احتقار أنفسنا؟ إن التهافت وراء اليأس دعوة إلى تحطيم الذات وتحقير معنى الإنسانية.

وعن طريقة الوصول إلى التصالح النفسي، يؤكد إصلاح أن الشقاء جزء من الحياة، ولكن المبالغة في تصويره لا تؤدي إلى نتائج إيجابية، بل قد تجر إلى مشكلات كبيرة، لذلك يجب توخي الحذر  من السقوط ضمن دوامة البكاء والعويل وسب الآخر، كما أن الإنسان يستطيع أن يتغنى بأغاني الحزن ولكن بطريقة تساعدك وتساعد مستمعيك على الوصول إلى السلام الداخلي، آملاً أن يساهم الفن في الاحتفال بالحياة.

وأضاف إصلاح: "مارسنا الجوانب الإيجابية في فننا كلما اتجهت أفعالنا وسلوكنا نحو الإيجابية والصحة، وإن أفعالنا الإيجابية تزيد من المحبة وتساعد على مقاومة قوى الانحراف التي أصبحت ملموسة في كل مكان".

وفي ما يتعلق بأبرز صور الوعي في الحياة، يرى إصلاح أن الحياة مقدسة ونحن محظوظون في إنسانيتنا، وكذلك بحرية الإحساس والسمع والنظر والتذوق والتفكير، فلنسلم أنفسنا لله وستغمرنا تلك النعمة الكبرى التي هي أعلى صور الوعي في الحياة.

واختتم إصلاح حديثه قائلا "إن التعبير عن الحقيقة ينبغي أن يسد حاجتنا اليوم".

نقاط إيجابية

بدوره، عبّر عامر هنيدي مؤسس منصة الفن المعاصر عن اعتزازه بشراكة جعفر إصلاح في إظهار مجموعة من أعماله، مشيراً إلى أن محتوى المعرض يستعرض ملامح من حياة الفنان المهنية والعملية، مقدماً أعمالا ًمتنوعة من الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لم تعرض من قبل".

وتابع هنيدي: "تضع مؤسستنا الثقافية أولويات عديدة في مقدمتها التأمل في الأعمال للخروج بنقاط إيجابية، ونطمح إلى تقديم لمحة عن رؤية إصلاح الفنية وطبيعته الإنسانية العميقة في اعتناق النقاء والمرح باستمرار".

وعن القيمة الفنية لأعمال جعفر إصلاح، يقول هنيدي إن إصلاح علامة بارزة في التشكيل، ويجب رصد تجربته وقراءتها مرارا وتكرارا، لاسيما أن نتاجه البصري مرتبط بترحاله المستمر وتأمله بحثاً عن الجمال وجوهر الوجود، كما أن لديه رصيدا كبيرا من الأعمال على امتداد 45 عاما في التشكيل، إنه ينتهج فلسفة خاصة في عمله، إذ يرى أن التشكيل حياة، لذلك يطيل التفكير والتأمل في ما يدور حوله، فهو يراقب ويتأمل أكثر مما يلون، بحذر وتأن وعفوية يبني عوالمه اللونية لتناسب حلمه وتسير بشكل متواز مع تلك الروحانية والطمأنينة التي تسكن عينيه.

يذكر أن المعرض يستمر حتى الثالث والعشرين من فبراير المقبل.