سيكون يوم غدٍ الأحد فاصلاً بالنسبة إلى موقف الجامعة العربية من الأزمة السورية المتفاقمة، فمن المفترض أن يأتي إلى الدوحة من يحمل الرد السوري الرسمي على ما ذهب به الوفد العربي يوم الأربعاء الماضي إلى دمشق، وأول نقطة فيه ضرورة وقف إطلاق النار، وسحب القوات العسكرية، كخطوة أولى تتبعها مفاوضات في القاهرة بإشراف الجامعة العربية بين المجلس الوطني وقوى المعارضة الأخرى، وبين من يوفدهم الرئيس بشار الأسد من كبار المسؤولين في هذه المهمة.
ولعل ما يمكن استشفافه مما صرح به رئيس الوفد الوزاري العربي إلى دمشق رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها حمد بن جاسم آل ثاني أنه لا أمل بتخلي بشار الأسد عن مواقفه السابقة التي كان أعلنها مراراً، رغم أنه رأى بأم عينه كيف كانت نتيجة عناد القذافي وتعنته، ولذلك فإن أي استجابة له لن تكون إلا مجرد مناورة لشراء الوقت على غرار ما بقي يفعله علي عبدالله صالح منذ بداية طرح المبادرة الخليجية وحتى هذه اللحظة.ولهذا فإن يوم غدٍ الأحد سيكون فاصلاً بالفعل، إذ يتوقع ألا يحمل الوفد السوري إلى الدوحة معه أي جديد فِعْلي، مما سيجعل اللجنة الوزارية العربية التي يرأسها رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري تسارع بالذهاب إلى القاهرة لينعقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب والنظر في البديل الذي كان قد حُدد سلفاً، وهو تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية.قد يلجأ بعض الدول العربية إلى المناورات والألاعيب المعهودة لتعطيل مثل هذا القرار، لكن ما يجب أن تعرفه الدول الأخرى التي لم تشارك في الوفد العربي إلى دمشق، أنها ستكون بمنزلة من يشارك في هذه المجازر اليومية التي يتعرض لها الشعب منذ أكثر من سبعة شهور، إن هي لن تواجه هذه الألاعيب والمناورات المتوقعة بموقف حاسم سريع وفوري، يستجيب لرغبات شعوبها وشعوب الدول التي وضعت نفسها في دائرة الرئيس بشار الأسد والقيادة السورية.والمفترض أن الدول العربية كلها التي لا تزال تلوذ بالتردد، وتنخرط في مناورات وألاعيب الرئيس بشار الأسد ومجموعته، وكانت قد حسمت مواقفها مبكراً، بعد ما اقتنعت وهي ترى استمرار كل هذه المذابح اليومية التي يتعرض لها الشعب السوري، وتوصلت إلى أنه لا بد من اللجوء إلى "الكي" ولا بُدّ من الإفراج عن موقف الجامعة العربية الحاسم الذي ينتظره المجتمع الدولي ليكون غطاءً للإجراء الرادع الذي يفكر فيه لوقف هذا العنف الأهوج المتواصل الذي يمارسه نظام بشار الأسد ضد السوريين في كل المدن والمناطق السورية... اللهم باستثناء المنطقة المعروفة.إن يوم غدٍ الأحد سيكون حاسماً، وإن صدور قرار تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية الذي هو ليس بحاجة إلى الإجماع سوف يتبعه مباشرة البدء بتنفيذ الإجراء الدولي المنتظر لحماية الشعب السوري مما يتعرض له من مذابح، ولعل من سمع تصريحات أوغلو، خلال زيارته قبل أيامٍ لعمَّان التي ترافقت مع زيارة الوفد الوزاري العربي لدمشق، يدرك أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد تحولاً في مسار الأزمة السورية التي باتت أكثر تعقيداً من أن تحل بالمسكنات التي يفكر فيها بشار الأسد وطاقم حكمه، وتفكر فيها بعض الدول العربية المترددة!
أخر كلام
غداً... هل سيكون يوم الحسم؟!
29-10-2011