الوحدة الوطنية... يسقط أقنعة نواب
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
والمستغرب أيضاً هو بدء بعض النواب والكتل البرلمانية عبر التسريبات الصحافية حملة ضد قانون الوحدة الوطنية، الذي طالما لامت قوى برلمانية الحكومة السابقة لعدم إنجازها تشكيل لجنة حماية الوحدة الوطنية بناءً على مضامين النطق السامي في افتتاح دور الانعقاد الحالي في أكتوبر الماضي، بل إن بعض النواب في الأشهر الماضية هددوا بأن يكون موضوع لجنة الوحدة الوطنية وإنجاز مهامها محوراً في استجواب سيقدم إلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، لكنهم يستقبلون نتاج أعمال هذه اللجنة المتمثل في قانون الوحدة الوطنية بفتور ويهاجمونه بشكل غير مباشر، ويتهمونه بأنه سيشكل تهديدا للحريات الإعلامية رغم أنهم يعلمون تماما أن أعرق الدول الديمقراطية لديها قوانين مشددة لمنع الكراهية والتعدي على الوحدة الوطنية والدعوة الى ازدراء أي فئة من المجتمع.ونتيجة لردة الفعل النيابية فمن المتوقع أن تكون جلسات مناقشة قانون حماية الوحدة الوطنية سواء في لجنة الشؤون التشريعية والقانونية البرلمانية، والمناقشة العامة في قاعة عبدالله السالم مناسبة فارقة لسقوط أقنعة نواب ملأوا البلد طوال أكثر من عام خطابات عن الوحدة الوطنية والمساواة والعدالة بين أبناء الشعب الكويتي، بل إن البعض منهم سيقاتل حتى لا يصل القانون إلى قاعة المجلس لمناقشته حتى انتهاء دور الانعقاد الحالي، ويعزون ذلك إلى أن أساس تفوق العديد من النواب انتخابياً يرتكز على قواعد قبلية ومذهبية وفئوية، لذا فإن تجريم قانون الوحدة الوطنية للتفاخر بالعرق والمعتقد سيسلب من خطاباتهم لب عنفوانها وقوة تأثيرها الجمعي على الناخبين، كما سيجعل عدداً كبيراً من النواب الذين يروجون لأنفسهم ببعد مذهبي (سني-شيعي) أو بانتماء عرقي تحت تهديد المساءلة القانونية، لذلك فإننا سنشهد حملة ضخمة ضد قانون الوحدة الوطنية المقترح الجديد تحت عناوين مختلفة يراد بها قبر هذا القانون بالباطل، منها تهديده لحرية التعبير والإعلام، وتضاربه مع عادات وموروث المجتمع، وسينكث معظم النواب الذين طالبوا بحماية الوحدة الوطنية عن مطالبهم تلك تحت ذرائع كفاية قانون المرئي والمسموع وقوانين الجزاء المدني والعقوبات، ليكتشف العامة أن لعبة السياسة الكويتية لا تتورع عن العبث بكل المسلمات وأخطرها السلم الأهلي والوحدة الوطنية الملازمة لها في سبيل كسب المعارك الفرعية والمناكفات السياسية العبثية.