حان وقت المعالجة العسكرية!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وهناك إضافة إلى العوامل الأخلاقية والدينية والأخوة العربية وعامل الجوار مسائل مهمة جداً في مقدمتها أن هذا الذي يجري في سورية، والذي يزداد خطورة يوماً بعد يوم تحت وطأة كل هذا العنف الأهوج الذي يمارسه النظام، يهدد أمن الدول المجاورة والمتاخمة كلها، وكل هذا إضافة إلى أن هذه الدول، المجاورة تحديداً، ستتحمل وزر نزوح ولجوء بشري قد يصل إلى مئات الألوف وربما إلى الملايين.ليس بإمكان دولة كالأردن، بقيت تستقبل قوافل من النازحين في موجات متلاحقة منذ نهايات ثمانينيات القرن الماضي، أن تتحمل بإمكاناتها المتواضعة وشح المياه فيها نزوح مليون سوري شقيق، مع أنها لن ترفض هؤلاء ولن تصدهم في كل الحالات، وهذا يدفعها دفعاً إلى أن تكون مع أي معاجلة لردع هذا النظام الممعن في قتل شعب كان بدأ انتفاضة شعبية مطالبها متواضعة ومحقة، ووضع حد لكل المجازر التي يرتكبها بشار الأسد، والتي إن هو لم يُردع عنها فستتحول سورية إلى ما عليه أفغانستان والعراق وربما أكثر بألف مرة.كانت حجة حافظ الأسد عندما أرسل قواته إلى لبنان، وهذا قبل أن تتحول إلى "قوات ردع عربية"! أن نحو ربع مليون من اللبنانيين قد نزحوا من بلدهم تحت ضغط العنف المتصاعد، وأصبحوا لاجئين في سورية، وأن بلده لا يستطيع أن يتحمل أن يتضاعف هذا العدد ليصل إلى المليون وأكثر، وهذه أيضاً كانت حجة الهند عندما شنت تلك الحرب المدمرة على باكستان في بدايات سبعينيات القرن الماضي، إذ إن مبررها كان أنها لا تستطيع تحمل سبعة ملايين بنغالي ينزحون إليها تحت ضغط الاقتتال الذي تفجر بين ما كان يسمى باكستان الغربية وباكستان الشرقية.