منظور آخر: الصومال تنادينا
تخيل أنت أيها الصائم أن يطلع عليك يوم جديد دون زاد يملأ معدتك الخاوية، تخيل في هذا اللحظة أن هناك أمّاً تركت ابنها في قارعة الطريق لأن التعب أنهكها عن حمله، وأن الموت سيلحقهما في إحدى محطات رحلة الجوع، تخيل أن هناك بشرا يتدافعون الآن ويقومون بالنهب لسد جوعهم!
يحل علينا شهر رمضان المبارك خلال أيام معدودة، إذ بدأ مهرجان التسوق وكأنه شهر الطعام لا شهر العبادة، ,أخذ الناس يتدافعون لشراء ما لذّ وطاب، ويتسابقون في هذا الشهر على التعامل بمزاجية وتأفف طوال فترة الصيام، ويجعلونك تشعر أنهم يقومون بعمل معروف للبشرية من خلال صيامهم.في حين يعاني إخواننا في الصومال صياما وجوعا لا ينطفئ مع أذان المغرب، بل يستمر أياما طويلة، وهناك من ينتهي أمره بالموت جوعا، ونحن هنا لا نملك سوى التذمر المستمر والتعامل بعصبية.لن نشعر بجوعهم إلا أثناء صيامنا الذي مهما بدا طويلا بالنسبة إلينا فهو بالنسبة إليهم لا ينتهي، تخيل أنت أيها الصائم أن يطلع عليك يوم جديد دون زاد يملأ معدتك الخاوية، تخيل في هذا اللحظة أن هناك أمّاً تركت ابنها في قارعة الطريق لأن التعب أنهكها عن حمله، وأن الموت سيلحقهما في إحدى محطات رحلة الجوع.تخيل أن هناك بشرا يتدافعون الآن ويقومون بالنهب لسد جوعهم، وهناك من سيعاني أمراضا مزمنة بسبب سوء التغذية، والناتج عن موجة الجفاف التي اجتاحت الصومال. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أنها «أسوأ مجاعة تضرب الصومال» حيث إن هناك أكثر من 12 مليون شخص يعانون بسبب أسوأ موجة جوع تشهدها المنطقة منذ ستة عقود، هؤلاء الجياع المساكين بحاجة ماسة إلى أن يسدوا جوعهم، حيث إنهم يحتاجون إلى المساعدة بشكل فوري وسريع... ولله الحمد أرسلت الكويت أطنانا من الأغذية التي تقدر بالملايين، ولكن نحن كأفراد نستطيع أن نقدم ولو القليل من خلال هذا الموقع http://direct-aid.org/cms، وهو موقع جمعية العون المباشر، تستطيع أن تشارك بأي مبلغ لإنقاذ طفل أو أم أو رجل مهدد بالموت جوعا، وتبرعك لربما يساعده على الاستمرار، أو تستطيع أن تقوم بإيصال تبرعك لجمعية الهلال الأحمر في الكويت وهي كفيلة بإيصاله إلى هناك.العبرة من الصيام الشعور بجوع الفقراء، والحكمة منه أن تدخل الرحمة في قلوبنا، لنساعد اليوم جائعا على شفير الموت ولننقذ طفلا قد أنهكته الأمراض وسوء التغذية.قفلة:بدلا من تبادل رسائل المعارض الرمضانية عن توافر «الدراريع» وكأنها واحدة من ضروريات الحياة، أتمنى أن نتبادل مواقع التبرعات لإخواننا الجياع في الصومال، فسعر «دراعة» بإمكانه أن ينقذ مئات من الجياع!