أنتم الكويتيون أقل الناس معرفة بالأخلاق، لا تعرفون الحيادية، وتتهمون بعضكم دون دليل، وأيضا تصنفون الناس حسب انتماءاتهم، وأكثر من ذلك تلصقون الافتراءات بمن يخالفكم وتلبسونهم انتماءات ليست فيهم، وتسعون بها بين الناس، دينكم الإسلام، صحيح؟ ألم يرفض الكذب والتشهير؟ أمركم عجيب ومصيبتكم كبيرة.

Ad

أضلتكم أيام هي من أقسى أيام السنة على أصحاب الصدق والأمانة، إذ يصبح الحليم حيران وتخرج مفاتيح الشر من جحورها، وتتحرك ملايين الدنانير الكاش من فنادقها المريحة إلى "كبتات" المرشحين و"تجورياتهم"، ومنها إلى جيوب آلاف الباعة المتجولين على المخيمات والمقرات.  عندكم مشكلة كبرى "ما فيها طب"، وهي أن من يفترض أن يضبط إيقاع الانتخابات هو أول من يدخل غرفة التحكم ويعطب ماكينات ديمقراطيتكم، لن أقول العرجاء ولكن "المحرولة"، شيوخكم وتجاركم يتصارعون فيشترون المرشحين، يمدونهم بالمال فيفسدونهم. والمرشحون بدورهم البائس يهاجمون أخلاق الناخبين ليصيبوها بالعفن، وتدور دائرة "الزفرة"، حيث يتم شراء الأعضاء قبل بداية انعقاد مجلس الأمة، فعندكم رئاسة المجلس "ملعونة" تقتل الشيم والأخلاق و"المرجلة" سواء عند الرجال أو النساء.

مازالت العجلة الخبيثة تدور فيشتغل سوق النخاسة، تشترون "الأوادم" حسب احتياج حكومتكم الفاشلة التي تختبئ خلف "الأنواط بو عشرين"، هناك "تسعيرتان"، واحدة للمواقف والأخرى "للحبايب".

اعذروني،،، فهذه حالكم وقت الانتخابات وما يليها، وأما المعارضة فلا أبا لها ولا أم ولا حتى بنت خالة. على طريقة علي حسين قلت له: "فااااصل"، فسكت هذا التايواني "المفتري" الذي كال كل التهم السابقة على نظام انتخاباتنا العتيد. بدأت أبحث عن مخرج لورطتي معه، لسانه طويل ومعلوماته غزيرة واطلاعه الواسع "دمرني". يعرف "عربي" ولا أعرف "تايواني"، عاش في الخليج عدة سنوات، وأنا لم أكن أعرف أن هناك دولة اسمها تايوان سوى عام 2009.  تذكرت جملة خالد الحربان الشهيرة عندما يكون منتخبنا فائزا ومتراجعا، فيصيح فيهم الحربان بأن أفضل وسيلة للدفاع الهجوم. سألته بتهكم و"تمصخر": ماذا عنكم "يالصينيين"؟ أرجع نظارته السميكة إلى وجهه المسطح الذي لا يكاد يبرز منه سوى أنفه وابتسم ابتسامة صفراء كلون وجهه الباهت وقال: أولاً نحن لسنا صينيين، نحن دولة مستقلة نفس بلدكم، ولكن الفرق بيننا وبينكم شيئان: أولهما أن ثروتنا الطبيعية لا تتجاوز 2% مما لديكم، والفارق الآخر هو أننا نفوقكم في النمو والصناعة والتصدير والشفافية والميزان التجاري مع الدول وحتى الرياضة بعشر سنوات ضوئية. أما الانتخابات لدينا فلا نعرف فيها شيئا اسمه شراء أصوات، لا يوجد هذا الأمر ضمن ثقافتنا، والأمر الآخر يخص الإعلام، فلا تجرؤ صحيفة أو قناة أو كاتب أن ينشر ما يريد دون دليل ولو بالتلميح، حيث ينتظرهم عقوبة تصل إلى السجن عشر سنوات ما لم ينشر الدليل بالوثائق الرسمية، وأزيدك أيضا، فالعضو أو المرشح محروم من دخول المؤسسات الحكومية أثناء فترة الانتخابات. وأخيرا لا يحق للعضو أدبيا أو قانونيا أو أخلاقيا أن تتضخم ثروته فوق راتبه الشهري.

سأقول لك معلومة أخيرة لو علم بها إخواني التايوانيين لأصابهم الإحباط والحكة و"الحارج"، أنا لا أعرف أين ذهب حياء 13 نائبا عندكم تم تحويلهم إلى النيابة لتلقيهم رشاوى، وبكل صفاقة يتهافتون في اليوم الأول للترشح. "صج قلة حيا".