ليالي الكويت الجميلة

نشر في 23-10-2011
آخر تحديث 23-10-2011 | 00:01
No Image Caption
 ناصر الظفيري القلة الذين يحرصون على حضور الفعاليات الثقافية في الكويت يتناقصون بشكل مريب. الوجوه التي تعتاد رؤيتها كل عام يغيب أغلبها دون سبب محدد سوى الإحباط واليأس من جدوى أي فعل ثقافي ممكن، والابتعاد عن الأجواء الثقافية رغم ندرتها في البلد. لم يبق من الأسماء الكبيرة التي يمكنك أن تشاهدها تتابع أمسية شعرية سوى شخص أو اثنين. ويتغيب الشباب عن الحضور للاستماع لزميلهم الشاعر والاطلاع على تجربته الجديدة، ويرتبط حضورهم فقط بمشاركتهم الشخصية في الأمسيات الشعرية كشعراء وليس كمحبين للشعر.

في أمسية الشاعرين صلاح دبشة وعدنان الصائغ حضر الشعر وتغيب الحضور. هذه المرة ليس من حق أحد أن يلوم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وهذا ليس دفاعا عن المجلس، ولكنه هجوم على الذين يطالبون بأنشطة ثقافية في أيام المواسم الثقافية، وهم أول المتغيبين عن الأنشطة. الشاعر العراقي البريطاني حاليا عدنان الصائغ أحد الأسماء المهمة في المشهد الشعري وهو رجل عاش غربة طويلة هربا من العراق ووضعه المأساوي وله حضوره في القصيدة العربية وتجربة الحنين الى الوطن. صلاح دبشة شاعر التفاصيل الجهراوية وتداعيات الصور النوستالجية الجميلة، وله أيضا حضوره في المشهد الشعري الكويت. مقدم الأمسية الناقد السعودي محمد العباس وهو أحد أهم النقاد الشباب حاليا وكانت له قراءة سابقة في المشهد الروائي الكويتي في رابطة الأدباء من قبل.

القاعة الأنيقة التي أقيمت فيها الأمسية وأخيرا الجو المعتدل في هذه الأيام من السنة كل هذه المغريات الجميلة لم تشفع للأمسية أن تنجح جماهيريا.

كنت أتمنى رؤية أعضاء الرابطة والشباب المهتمين بالشعر وهم يتماسون مع زميلهم الشاعر وضيفهم، وألا يقتصر الحضور على مجموعة صغيرة من الأصدقاء وضيوف المجلس الوطني الذين تمت دعوتهم لاحياء أنشطة أخرى. فالحضور هنا ليس فقط لمؤازرة الشعراء وانما مؤشر على تفاعل المهتمين في الأدب والنقد مع النشاط الابداعي ومؤشر على الحركة الأدبية في الكويت. انني على يقين تام بأن لا أحد يحمل في داخله هاجس افشال الأمسية، لكنه كما قلت في البداية هو هاجس اليأس من الفعل الثقافي ودوره في انعاش الحركة الثقافية الكويتية التي تمر بأزمة ليس فقط على صعيد حضور الأمسيات، وانما أيضا على صعيد التفاعل مع الكتاب وانعدام الاهتمام به والتشجيع على قراءته وهي أزمة عميقة في حاجة الى دراسة أكثر عمقا وبحثا لفهم أسبابها وسنتطرق إليها في ما بعد.

الذي شدني في الأمسية هو قراءة الشاعر صلاح دبشة لقصائده من جهاز I-phone، ورغم أن صلاح دبشة اعتذر عن ذلك مبررا أن ما حدث كان بسبب عطل في جهاز الطباعة. كنت أود ألا يعتذر عن الخطأ وأن يقرر أن ذلك تجريب جديد للقراءة من الجهاز وهو تجريب جميل كان من الممكن أن يخدم الصحافيين الذين يصورون قصائد الشعراء لتغطياتهم الشعرية، ويمكن ارسال القصائد للصحافيين عن طريق البريد الالكتروني.

في البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الكتاب العربي مجموعة من الفعاليات أتمنى ألا يفسدها غياب الجمهور. فهذه هي ليالي الكويت الجميلة.

back to top