طغت زيارة المبعوث الدولي والعربي الى سورية الأخضر الإبراهيمي السريعة إلى بيروت على المناكفات السياسية الداخلية أمس. وزار الإبراهيمي رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري حيث حذر من أن الازمة السورية قد تأكل "الاخضر واليابس" في المنطقة.

Ad

واضاف الابراهيمي ردا على سؤال عن دور دول الجوار في النزاع السوري: "لا بد ان تدرك هذه الدول انه لا يمكن ان تبقى هذه الازمة داخل الحدود السورية الى الابد. اما ان تعالج او انها ستسوء وتأكل الاخضر واليابس".

واشار الإبراهيمي الى أن "الدعوة إلى وقف إطلاق النار في سورية في عيد الأضحى تهدف إلى تخفيض عدد الضحايا خلال أيام العيد، عسى أن يكون ذلك مقدمة لوقف إطلاق نار نهائي وايجاد حل سياسي للأزمة".

وأضاف: "أكّدت لنا جميع الأطراف في المعارضة السورية أنه إذا اوقفت الحكومة استعمال القوة، فسيتم التعاون معها ونأمل تحقيق هذه الخطوة".

سليمان

من جهته، أمل سليمان أن "يتم إيجاد حل سلمي للأزمة في سورية عبر الحوار وبعيداً من أي تدخل عسكري خارجي". واعتبر أن "استمرار الاوضاع على ما هي عليه في سورية سيترك انعكاساته السلبية"، مشيراً الى "أهمية حل موضوع اللاجئين بما يسمح بعودتهم بعد بلورة صورة الحل السياسي"، ومجدداً التزام لبنان "اعلان بعبدا القاضي بتحييده عن صراعات الآخرين وعدم سماحه بإقامة مناطق عازلة وانطلاق المسلحين والسلاح".

ميقاتي

اما ميقاتي فقد أمل أن "تثمر الجهود المبذولة لوقف العنف الدائر في سورية وأن يتم التوصل الى حل سياسي للأزمة وفق ما يقرره الشعب السوري". واكد ميقاتي أن "الحكومة اللبنانية ملتزمة سياسة النأي بالنفس، لثلاثة اعتبارات هي الانقسام اللبناني الداخلي في مقاربة الموضوع السوري والاعتبارات التاريخية والجغرافية والاقتصادية بين لبنان وسورية وعلاقة لبنان بالعالم العربي خصوصا".

ولفت ميقاتي الى انه "تبين، بعد مرور الوقت، ان هذه السياسة التي كانت موضع انتقاد من قبل البعض، باتت محط اجماع عربي ودولي".

وأشار الى ان "الحكومة اللبنانية تقوم بواجباتها الانسانية تجاه الاخوة السوريين الذين جاؤوا الى لبنان بالتعاون مع المنظمات الدولية، ولكن استمرار توافد النازحين يقتضي مؤازرة اكبر من الدول العربية والاجنبية والمنظمات الانسانية، لأن لبنان غير قادر بمفرده على تحمل المزيد من الأعباء".