غداة إحياء ليبيا للذكرى الأولى لإعلان «التحرير التام» من نظام العقيد الراحل معمر القذافي، سيطرت القوات الموالية للحكومة الليبية أمس، على مدينة بني وليد، أحد آخر معاقل النظام السابق.
وتجمع مئات المقاتلين ومعظمهم من ثوار مدينة مصراتة السابقين، وسط بني وليد وأطلقوا النار في الهواء ابتهاجاً ورفعوا العلم الليبي على المباني العامة المهجورة.وجاب الثوار السابقون المدينة في عربات مزودة بأسلحة ثقيلة، وأفاد أحد قادتهم بأن المدينة «تحررت بشكل شبه تام» ولم يتبق فيها سوى بعض جيوب المقاومة في الجزء الجنوبي.وكانت المدينة مهجورة حيث فر السكان والعمال الأجانب منها منذ الأحد الماضي، في حين أعاد القتال إحياء صراعات قبلية قديمة وأبرز صعوبات تحقيق مصالحة وطنية.«دار الإفتاء»تزامناً، أعلنت دار الإفتاء الليبية أمس، تأييدها تنفيذ قرار البرلمان بالقبض على المطلوبين في بني وليد «ولو باستعمال القوة»، معتبرةً أن هذا القرار هو السبيل الوحيد لـ»حقن الدماء وجمع الكلمة». وأضافت أن «كل من ينضم إلى شرعية الدولة ويقاتل معها الفئة الباغية فهو في قتال أمَرَ الله تعالى به، وتُرجى له الشهادة إن أخلَصَ النيّة لله».واعتبر البيان أن «المطلوبين من بني وليد بمقاومتهم للدولة ومقاتلة جيوشها، من يُعَرِّضون المدنيين في المدينة للخطر»، واصفةً ما يحصل في بني وليد بأنه «مسألة وطن تهم ليبيا كلَّها، بمن فيهم أهل بني وليد، وليست مسألة قبيلة».ورأت أن كل من «يتستر على المطلوبين للعدالة، أو يحميهم بأي وجه من وجوه الحماية ويحُول بالقوة دون فرض شرعية الدولة على أي جزء من أرضها، فهو من الفئة الباغية» وقالت إن «هذه الفئة سيتولاها الله وينتقم منها».حوار وطنيفي غضون ذلك، دعا رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف إلى حوار وطني بهدف الوصول إلى توافق ووضع دستور يعبر عن تطلعات الشعب.وقال المقريف في كلمة وزعها مكتبه الصحافي أمس، على وسائل الإعلام «إن بناء ليبيا الجديدة لن يتحقق إلا بتضافر الجهود والانخراط في حوار وطني للوصول للتوافق ووضع دستور يعبر عن ضمير الشعب وتطلعاته ويجسد الهوية الوطنية بمختلف أعراقها». وأضاف: «نحن عازمون على تأسيس الدولة الحديثة المدنية دولة القانون التي فيها مبادئ الإسلام المصدر الرئيسي للقوانين».وتابع: «نريد أن نطمئن العالم بأننا أصحاب إرث أخلاقي نفي بالوعود ونصون الاتفاقيات الدولية ونكافح الإرهاب ونجسد حقوق الإنسان».وشدد في هذا الخصوص على ضرورة العمل على استيعاب الثوار والسيطرة على السلاح ومحاربة الفساد وحصر أموال الدولة في الخارج وخاصة الأموال المنهوبة منها.وحول الأوضاع في بني وليد، قال المقريف: «ان ما حدث في هذه المدينة لا يستهدف هذه المدينة أو أبناءها الوطنيين» بل من وصفهم «بالطغمة من الأشرار تآمرت على المدينة وخطفتها من أهلها». وأشار إلى أن العمليات العسكرية التي تجرى في تلك المدينة هي عمليات محدودة، مضيفاً أن «تعليمات رئاسة الأركان تؤكد أن الدفاع عن النفس هو الأساس والعمل على تأمين خروج الأهالي وأن يكون التفتيش على السلاح فقط».وتم منح غطاء «شرعي» للهجوم على بني وليد بقرار من السلطات الانتقالية وذلك بعد مقتل أحد ثوار مصراتة السابقين، تم خطفه في بني وليد وتُوفي بُعيد الإفراج عنه بتدخل من طرابلس.وأججت وفاة هذا الأخير التوتر بين المدينتين الجارتين اللتين اختارتا صفين متعارضين إبان نزاع 2011.الوضع الإنسانيإلى ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الأول، أنها بدأت توزيع المساعدات على آلاف الأشخاص الذين فروا من بني وليد، مؤكدةً أن الذين ما زالوا في المدينة يواجهون أخطاراً.وقال رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا، أشفق محمد خان، ان «الوضع خطير والمعارك تدور في المناطق الآهلة بالسكان».(طرابلس - أ ف ب،يو بي آي، رويترز)
دوليات
الحكومة الليبية تعلن السيطرة الكاملة على بني وليد
25-10-2012