ساعات قليلة تتآكل، تلتهمها "لواهيب" الشوق والانتظار، هي ساعات فقط، قيل قبلها ما يزيد من الهذر والجد والحصافة والأوهام. الجميع قال رأيه والبعض أفرغ كل ما في جوفه وكشف عن علاته "الباطنية"، فلم يعد للستر والتستر معنى، ولم يبق للمبدأ صدور نقية، لقد ظهرت الحقيقة، فالقضية إما نحن وإما هم.

Ad

ساعات قليلة قادمة ستمضي كما مضت غيرها من الساعات المهدرة، لم يحصِ فيها مكيافيليو الكويت مقدار الشرخ الاجتماعي الذي أصاب بناء الوطن، وكم الوقت والجهد والمال الذي سيبذل كي يستعيد المجتمع عافيته وتماسكه. الساعات تمضي ولو قدر لعصر نهضة الأوهام أن يشرق علينا لظهرت شمسه أو حتى خيط من خيوط أشعته الذهبية، منذ عقد من الزمان، ولكنه لم يظهر ولن يظهر، فها هو رقيبنا يزمجر في "جزارة" الكتب، وقوات الدرك تسد منافذ جنة الله على الأرض، و"مطاوعة" السلطة يفخخون عقول عباد الله بموجبات التسليم ورفض الشعور بالكرامة.

هي ساعات فقط تفصلنا عن محطة رهان الحجج والرؤى، البعض يحبها بالأرقام وأنا أحسبها بالأوزان، وللجميع حقه في الحسبان ولكن هل الجميع متساو؟ هناك من عبث بحقوقي وكياني وحقي في التغيير والإصلاح المشترك ويريد أن يبدأ السباق معي، بعد أن لامس هو خط النهاية. من حقي أن أعترض وأرفض المشاركة في هذا الدجل.

يوم محطة الرهان والرؤى ستبدأ مفاعيل المرحلة الجديدة في الدوران والتشكل، من الرهانات ما سيتحول إلى بخار يتبدد، ومن الرؤى ما سيتجسد على هيئة صلبة سيراها من لا يراها اليوم بعد أن يدرك أن "العِلّة" ليست في مجلس الأمة أو نظام التصويت، العِلّة في سوء الإدارة وفي العقلية المحدودة التي فضّلت كسب الولاءات وتفتيت مكونات المجتمع على بناء دولة القانون والمواطنة.

في الختام، إن كان هناك شيء ما سيحسب لمرسوم الأمر الواقع، فهو الفرز والإظهار للكثير من المواقف والمعادن والخبرات بصورة تؤسس للبناء على أرضية أكثر وضوحاً ورسوخاً، طريقنا عرفناه وسلكناه، والبعض مستعد للذهاب إلى الجحيم مادام تحقق فيها شرط النقاء العرقي.