صورة لها تاريخ : سالم فهد الطبيخ... أول رئيس للمذيعين الكويتيين
توفي قبل عدة أيام الأستاذ سالم فهد العلي الطبيخ، رحمه الله، عن عمر يناهز 73 عاماً، قضى معظمها في العمل الإعلامي، وخصوصاً في إذاعة وتلفزيون الكويت. كنت ألتقيه مساء الأحد عندما أزور ديوان الفنان عبدالعزيز المفرج، شفاه الله، وكنت أزوره أحياناً في ديوانه في منطقة الروضة، وكان الحديث معه دائماً حول بعض الأحداث التاريخية، وملاحظاته حول ما أكتب في بعض المؤلفات، ومقالي الأسبوعي في "الجريدة".
وجدته، رحمه الله، مثقفاً، وذا أدب وعلم، وكان صريحاً دون أن يؤذي محدثه أو غيره بأذى، وهو من أوائل المذيعين الكويتيين، إن لم يكن أولهم. ورغم أن نظرته للأوضاع في الكويت كانت متشائمة بعض الشيء، مثله مثل الكثير من أبناء البلد، فإنه كان دائماً مبتسماً في حديثه مع الناس، مشاركاً لهم في النقاش، والتحليل. وقد أجريت معه مقابلة شخصية بتاريخ 25 أكتوبر 2009، لكي أنشر سيرته الذاتية في كتاب "الروضة تاريخ وشخصيات"، وهي المنطقة التي يسكنها منذ الستينيات، لكنه طلب عدم نشر المعلومات، فاحترمت طلبه، ولم أنشر شيئاً عنه في الكتاب الذي صدر في العام الماضي. ولأنه من الشخصيات الإعلامية الرائدة في الكويت، فإنني أنشر عنه اليوم ما كتبته عنه ولم أنشره من قبل، لعله يكون في ذلك وفاء لرجل قدم الكثير إلى الكويت بصمت وإخلاص وبدون جلبة أو إزعاج. ولد سالم الفهد، كما يعرفه أكثر الناس بهذا الاسم، في منطقة المرقاب في عام 1939 بالقرب من مدرسة الملا مرشد السليمان، وبجوار بيوت فهد التويجري، وصالح الصقعبي وإخوانه، وزيد الشهاب، وبيوت الحوال (إبراهيم وفهد)، وصالح القلوشي، وسالم العماني، وفهد الرجيب، والربيعة. درس في مدرسة الملا مرشد في البداية، ثم التحق بمدرسة المرقاب، وناظرها آنذاك الأستاذ عبدالعزيز الدوسري، حفظه الله، ومن المدرسين فيها خالد المسعود، وملا عثمان العثمان، وخالد النصرالله، وصالح النصرالله. درس بعد ذلك في المعهد الديني بموقعه القديم خلف البنك الوطني في الشارع الجديد، وبجانب بيت الشيخ قاسم حمادة، وكان يدير المعهد الشيخ علي البولاقي، ووكيل المعهد الأستاذ يوسف العمر، ومعهما الأستاذ عبدالعزيز الشاهين. التحق بالجيش الكويتي عام 1954، وعمل به حتى عام 1960، ثم انتقل إلى دائرة الشؤون الاجتماعية، وكان رئيسها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. تعاون مع إذاعة الكويت وتلقى تدريباً في إذاعة الأخبار والبرامج، وانتدب بعد ذلك للعمل فيها كمذيع، ثم أصبح أول كويتي يعين في منصب رئيس المذيعين في وزارة الإعلام عام 1962، خلفاً للسيد فاروق شوشة. استقر في وزارة الإعلام، وتقلد مناصب عديدة، وتدرج في الوظيفة إلى أن عين وكيلاً مساعداً لشؤون التلفزيون في بداية الثمانينيات. تقاعد عن العمل في عام 1990 قبل الغزو العراقي للكويت بقليل. سكن منطقة الروضة في عام 1967، وكان قبلها في حولي، ويقع بيته في قطعة 3 بجانب إخوانه علي، وخليفة، وأحمد. له من الذرية ولدان، هما فهد وأحمد، وأربع بنات.في الصورة التي ننشرها اليوم، يبدو المرحوم بوفهد أمام الميكروفون في الإذاعة في فترة الستينيات، وهي من إهداء الزميل عبداللطيف بوكنان، مدير إدارة التصوير في وزارة الإعلام، فله جزيل الشكر.