في عام 2004، أعلنت سلطات الصحة العامة في فرنسا رغبتها في تخفيض حالات كسر عنق الفخذ الناتجة عن ترقق العظام بنسبة 10%. فعلاً، نجحت السلطات الصحية في تحقيق ذلك. لكن كم سيكون عظيماً لو أن جميع النساء المصابات بترقق العظام يُعالجن ويشفين من مرضهن الصامت! أسئلة وإجابات حول هذا الداء.

Ad

ما هي الفحوصات الطبية الأكثر قدرة على كشف داء ترقق العظم؟

قياس الكثافة العظمية، وهو عبارة عن فحص شعاعي يقيس الكثافة المعدنية العظمية في الجسم، أحد الفحوصات الأكثر قدرة على تشخيص مرض ترقق العظام. لكن ليس هذا الفحص كافياً لوحده دائماً، فثمة نساء يملكن كثافة عظمية سليمة، ومع ذلك يصبن بكسور في عظامهنّ. من هنا، لا بد من الأخذ بعين الاعتبار عند إجراء الفحوصات الطبية العوامل التي تعرّض المرأة لخطر الإصابة. مثلاً، انخفاض الكثافة العظمية مؤشر مهم إلى هشاشة العظام، لكن ما الذي على المرأة القيام به متى شكّت بإصابتها بترقق العظام؟ استعمال أداة تقييم خطر الكسور «فراكس» التي تتمثل في سلسلة أسئلة وضعتها منظمة الصحة العالمية. يأخذ هذا الاختبار بعين الاعتبار العلاجات المتّبعة، ونمط الحياة، والأمراض الشائعة في عائلة المرأة، والطول، والوزن... وبفضل هذه الأسئلة المتوافرة على الإنترنت، أصبح بإمكان كل امرأة اليوم أن تقيّم خطر إصابتها بالكسور.

متى ينبغي على المرأة اللجوء إلى العلاج؟

في الحالات التي تصاب بها المرأة التي دخلت مرحلة انقطاع الطمث بكسور غير رضحية. لدى النساء اللواتي تجاوزن الخمسين من العمر، تعتبر الكسور مؤشراً إلى هشاشة العظام. في هذا السياق، يشير الأطباء إلى أنه، للأسف، عندما تكسر المرأة إحدى عظامها، لا يتم إخضاعها لفحص ترقق العظام سوى في 50% من الحالات، ولا يُجرى فحص قياس الكثافة العظمية سوى لأقل من 30% من المريضات حول العالم. أما لدى النساء اللواتي لا يعانين أي كسور، فيعتمد قرار العلاج على كثافتهن العظمية وعلى إجاباتهن عن أسئلة اختبار «فراكس».

هل توصف الأدوية دائماً للمصابات بترقق العظام؟

يقتصر معظم الأدوية الموصوفة على أدوية البيفوسفونات خصوصاً. لكن كي تعطي هذه الأدوية النتائج المرجوة منها، لا بد من تناولها على مدى أعوام عدّة. لهذه الأدوية تأثير جانبي يتمثل في تخثّر العظام النلدر في الحالات العادية إنما الشائع لدى المصابين بسرطان العظام. عموماً، تنطوي هذه الأدوية على مخاطر قليلة. يُذكر أن ثمة مجموعة كبيرة من علاجات يستطيع الطبيب تكييفها مع حالة كل مريضة.

هل من خطوات أخرى يمكن للمرأة اتباعها لحماية نفسها من ترقق العظام؟

على كل امرأة الحفاظ على «رأسمالها العظمي» بالطرق والوسائل كافة: نظام غذائي متوازن (غني بالخضار، الألبان والأجبان، والسمك...)، ممارسة نشاط رياضي (يُفضّل ممارسة الرياضات التي تسرّع دقات القلب مثل رياضة الركض). كذلك يتوجب على المرأة التعرّض للشمس بصورة منتظمة لأنها تساعد الجسم على إفراز الفيتامين D الذي يجب التحقق من معدّله في الجسم بعد عمر الخمسين. إذا كان هذا المعدّل أقل من 30 نانوغراماً في الليتر، توجب على المراة تناول فيتامين D. وثمة علاجات مختلفة يومية أو شهرية أو سنوية، يمكن للمرأة اختيار ما يتناسب مع حالتها منها. يُشار إلى أنه يمكن للمرأة أن تتناول الفيتامين D والكالسيوم في الوقت نفسه.