إننا مقبلون على انتخابات جديدة ستكون مسرحاً لمرشحين جدد يضافون إلى فريق الردح من مجلس 2012 المبطل و2009 المعطل، لا سيما بعد معرفة أقصر الطرق لدخول عضوية المجلس القادم ألا وهو اللعب على الوتر الطائفي الذي أثبت فاعليته في المجالس السابقة.

Ad

أزمة الأخلاق تعدت المؤسسة التشريعية، والمؤشرات كثيرة، فالاصطفاف الطائفي أخذ يأكل المجتمع، وما عليك إلا متابعة إعلامنا والتوتر لتعرف إلى أين وصلنا، فقد تخصص البعض في تمزيق اللحمة الوطنية.

الظهور الإعلامي من خلال البوابة الطائفية كالسجاد الإيراني، تزداد قيمته كلما زاد استخدامه، وما دام هناك مشتر ساذج تنطلي عليه البضاعة الصفوية والتكفيرية؛ لذا تجد من ينتهج هذا النهج يدرك أن الدخول في هذه اللعبة مربح، كما أن التنصل منه سهل، فالإجابة جاهزة أما الاعتذار فلا يوجد في قاموسهم، والرد سيكون من نفس بوابة الصفويين والتكفيريين.

فهي المدخل والمخرج في آن واحد، كما أنه سيعتذر فقط عن سوء الفهم، فالمقصود فرد لا جماعة (يا سلام على الشجاعة أنت تؤذي طائفة وتقول مو قصدي ولا تملك الجرأة بتوجيه نقدك بشكل صريح أو مباشر لشخص المعني، والسبب واضح إما أنك "جبان أو شيطان" وكلاهما مدفوع الأجر).

عودة إلى عنوان المقال، حيث كنت في استضافة الحاج سيد وعائلته ودكتور صديق لي في إحدى القرى في الساحل الشمالي لجمهورية مصر، حيث كرم الضيافة والزيادة في كرم الأخلاق، فالكريم ترى الله يجمّل كل ما فيه، وكأن الله يريد أن يدخل صاحبه عنوة إلى قلبك، هذا الشعور أحس به كلما قابلت إنسانا كريما في طبعه، وكيف لا والكريم اسم من أسماء الله الحسنى.

على العموم هذه المقدمة قد يكون لها ارتباط وثيق بالحديث، وكعادتنا نحن العرب عندما نتحدث ترانا لا نعد الحديث مكتمل الأركان إلا إن كان في السياسة أو التجارة أو الدين، أما بقية الكلام فيمكن الاستغناء عنه كحال السلطات في وجود اللحوم والأسماك.

على كل بدأ النقاش والاستفسار من الحاج سيد، وهو بالمناسبة ليس بمعمم ولا ينتسب إلى نسل الرسول، لكن أخلاقه ولطف لسانه يجعلانه يستحق هذا الاسم بجدارة، وبالرغم من اختلافنا الثقافي وتعدينا للمحذور مرات ومرات فإننا لم نشعر معه بأي مرارة تعقب النقاش، والأجمل من ذلك هو العودة السريعة إلى نقاط التوافق ولا أقول الاتفاق جعلت للحديث جمالا من نوع آخر فقدتُ طعمه منذ فترة، وأظن السبب أن النفوس تغيرت ودخلها البخل بدل الكرم والحسد بدل الغبطة والشك بدل حسن الظن.

يا ترى كم واحد مثل الحاج سيد نحتاجه لإعادة الثقة والبسمة على شفاه الكويتيين التي فقدناها على يد قوى الفساد وأدواتهم ومن عام على عومهم!!

ودمتم سالمين.