سلطان عبد الله السلطان... شاعر الأغنية الأسرع انتشاراً
الشاعر سلطان عبد الله السلطان صاحب رصيد ضخم بلغ أكثر من 300 أغنية بين عاطفية ووطنية ورياضية وفي المناسبات كافة. تصنف قصائده ضمن الأعمال الغنائية الناجحة، ولقب بأسرع مؤلف غنائي، بدأ حياته الفنية عام 1959 وعاصر الأجيال المتعاقبة.
لو أردنا أن نذكر من وراء النجاح الذي حققته الأغنية الكويتية وانتشارها في أرجاء الخليج والجزيرة العربية وبعض الدول المجاورة في فترة السبعينيات، لقفز إلى الواجهة الشاعر الغنائي سلطان عبد الله السلطان، أحد دعائم الأغنية الكويتية الحديثة منذ بداياتها في الستينيات، الذي قدّم عصارة أفكاره من إخلاص وحب لهذا الفن، واستمرّ في عطائه، حتى وفاته في 15 يناير 2006 في لندن بعد رحلة معاناة طويلة مع مرض القلب.«اليوم وصلني كتاب» أول أغنية كتبها، من ألحان نجيب رزق الله وغناء المطرب عوض دوخي، ويقول في مطلعها:اليوم وصلني كتابجاني من الأحبابمن بعد طول غيابكله سلام وعتابأما أول أغنية وطنية فكانت «أنا جندي وأنا جندية» (1962) وهي دويتو من ألحان نجيب رزق الله، غناء غريد الشاطئ والمطربة وطفة.سيرة ذاتيةسلطان عبدالله السلطان من مواليد الكويت (1935) في فريج شرق، درس في الشرقية والأحمدية والمعهد الديني، متزوج وله من الأبناء تسعة: سبعة أولاد وبنتان أكبرهم حمد.أول وظيفة له كانت في وزارة المالية (1955) ثم انتقل إلى وزارة الإعلام (1964)، عمل في البداية في قسم الموسيقى ثم سكرتير مدير البرامج في الإذاعة حتى تقاعد (1983)، وشغل منصب عضو جمعية الفنانين الكويتيين.غنوا من كلماتهغنى معظم المطربين والمطربات في الكويت من كلماته، من بينهم: عوض دوخي، سعود الراشد، عبد الكريم عبد القادر، مصطفى أحمد، غازي العطار، يحيى أحمد، عبد الحميد السيد، عبد المحسن المهنا، صالح الحريبي، عبد العزيز محمد، إبراهيم الصولة، أحمد عبد الكريم، غريد الشاطئ، عثمان السيد، عباس البدري، خليفة بدر، ليلى عبد العزيز، راشد سلطان، ثابت محمد، يوسف دوخي، أحمد القطامي.غنى له المطرب مصطفى أحمد مجموعة أغاني من بينها: «غابت عن عيوني» من تلحينه يقول فيها:غابت عن عيوني أنا قمره ليوأصبحت جني مسبه بلاها«بغيتك غير ملعوب» من ألحان سليمان الملا يقول فيها:يا قوى صبري منك يا باهي الخديللي على قلبي أتحايل ولا توبكلما بغيتك وياياي بالجدترجع تحايلني على غير ملعوبأما المطرب عبد الحميد السيد فغنى له «لولاك ما حبيت» من ألحان محمد التتان، المطرب راشد سلطان «شبكنا الحب» من ألحان سعيد البنا، وقد تم تصويرها لتلفزيون الكويت من إخراج أمين الحاج ماتقي، المطرب غازي العطار غنى من ألحان فوزي جلال «مخلف وعوده» يقول في مطلعها:مخلف وعوده ما نبيهولا نبي قربهخلانا في دربه نتيهما يخاف من ربهفاكرنا لعبه ما بين ايديهالتوبة من حبهكذلك غنت له المطربة عايشة المرطة من ألحان محمد التتان «من منا ينسى»، الفنان إبراهيم الشارخ «لا شفتني» من ألحان إبراهيم الصولة، وهو من أوائل الذين غنوا من كلمات الشاعر سلطان عبد الله السلطان، ولم يستمر طويلاً، يقول في مطلعها:لا شفتني لا ترفع إيدك بالسلامخل السلام بالعين أحسن يالحبيبخايف أنا من الناس، خايف من الملامخايف يلومونك ولا تقدر تجيبالمطرب مبارك المعتوق أحد أكثر المطربين من جيل السبعينيات الذين غنوا من كلمات الشاعر سلطان عبد الله السلطان، فقد غنى له من ألحان إبراهيم الصولة ثلاث أغنيات: «يا بنت الجيران»، «ليلاه جرحني الهوى» يقول في مطلعها:ليلاه جرحني الهوىويه يا ليلاهليلى ها تيلي دواويه ياليلاه«روحي ما أبيج» من ألحان عبد الله بوغيث ويقول فيها:روحي ما أبيجخليني بروحيدرب السنع ما فيجيا معذبه روحيمليت أنا أطاريجلا تزيدي جروحيفن المونولوجمن أبرز الملحنين الذين تعامل الشاعر سلطان عبدالله السلطان معهم الملحن المطرب أحمد عبد الكريم الذي غنى له أكثر من أغنية ناجحة كانت وراء تألقه وانتشاره منها: «فلي الشعر»، يقول في مطلعها:فلي الشعر فليه يا بنيهخليه يتطاير في الهوى شويهخليه يداعب عينك الشهلاويسيح على خدين ورديه«يا محمل العشاق»، يقول فيها:يا محمل العشاق يا سنانبالله عليك تعيدلي خليتعيده حقي لو غلت لثمانفي مركب يلقاك ومعلييا نوخذا المحمل أنا أترجاكتعيده لي ولبره الدافيخاض الشاعر سلطان عبد الله السلطان مجال المونولوج، من أبرز أعماله في هذا المجال «يهل البلد» من ألحان سعيد البنا وغناء المونولوجست أحمد القطامي، شارك فيه بالحملة الوطنية للامتناع عن التدخين، يقول في مطلعه:يهل البلد يهل البلدمن شايب وبنت ولدمنك يا أمي وجدتيكلكم ولا استثني أحدأغنيات مميزةبعد التجربة الناجحة في أغنية «اليوم وصلني كتاب» استمرّ التعاون بين سلطان عبد الله السلطان والملحن والمطرب عوض دوخي في أعمال غنائية ناجحة ومتميزة كانت وراء شهرتهما، ففي مجال غناء الصوت المطور قدم له «بايع الحب» يقول فيها:آهين منك يا جاسييا بايع الحب وناسيوين الليالي الهنيةوصوت «دار الزمن يا هوى» يقول في مطلعه:دار الزمن يا هوىمن بعد ذاك الهوىوأصبحت غصب عليَّأشكي عذاب النوىوصوت «يا قلبي أبعد» يقول فيه:يا قلبي ابعد عن خلّ هجربعدما تغلّى وخلاّك الجميللا تشتكي من عذاب وضجرمادام باعك وارخص بالأصيلومن ألحان يوسف دوخي غنى عوض دوخي «يا مكثر الأعذار» يقول في مطلعها:يا مكثر الأعذارعندك يا خليمرّة تقول لي صارومرّة... تخلّيكذلك من الأغنيات الجميلة «من راقب الناس» يقول فيها: من راقب الناس مات من الألم والهملا تطاوع الناس يا خلّي وتتباهاخلك معاي اليوم وبالغير لا تهتماللي يود صاحبه يضحي وينساهاالفنان القدير سعود الراشد أحد أكثر الفنانين الذين تعاونوا مع الشاعر سلطان عبد الله السلطان في أغنيات ناجحة من بينها: «يا الله يا عالي الشان» يقول في مطلعها:يا الله يا عالي الشانيا غايتي واعتماديرجع لي من زاد الأشجانواللي حرمتني الرقادي«ليلي ونهاري» يقول فيها:ليلي ونهاري يا حياة الروحما غاب ذكرك عن هوى باليليلي ونهاري أشكي وأنوحوانت اللي عني والا سالي.الأغنية الوطنيةقدم الشاعر سلطان عبد الله السلطان أغنيات وطنيّة من بينها: «أرض المودة» (1979) غناء وألحان الفنان عبد الحميد السيد يقول فيها:يا حبيبي ونور عينييللي ما غيرك حبيبهلو بعدت عنك احاتيوأنت لقليبي جريبهأرضي يا أرض المودةكلنا منك أسرة وحدهأرض الكويت الحبيبة«دار الفرح» من ألحان ياسين رمضان، «أثربينا في أحضانك» من ألحان أحمد عبد الكريم وغناء غازي العطار ، «نحمد الله» من ألحان عبد الله الراشد يقول في مطلعها:نحمد الله ونشكره في كل حالاللي نجا صاحب القلب الكبيرجابر الأحمد وهو عز الرجالوهو ذخر الشعبوهو أبو الفقير«خطاك السؤ يا بلادي» (1983) ألحان وغناء أحمد عبد الكريم يقول فيها:وخطاك السؤ يا بلاديوخطاج اللاش من حرةيا ديرة أهلي واجدادييا نبع الخير يا درة«يمين الله» من ألحان عبد الرحمن البعيجان وغناء عوض دوخي يقول فيها:يمين الله على أنيأصون بلاديوكل ما تطلبه منيوحتى الروح أنا أفديهاأغانٍ رياضيةعشق الشاعر سلطان عبد الله السلطان الرياضة وقدّم أغنيات رياضية وأخرى خاصة لنادي القادسية الذي يشجعه، ومن بينها: «يا منتخبنا» من ألحان سلمان الملا وغناء مبارك المعتوق لبث الحماسة وشد أزر منتخب الكويت الوطني يقول فيها:العب يالأزرق ألعبألعب وهذا الملعبور الجماهير فيكاللي ينافسك يتعب«في الملاعب» من ألحان ليلى عبد العزيز، غناء مبارك المعتوق، يقول في مطلعها:في الملاعب ينعتونهوالنصر دايم حليفه ما يخونهوفنه في الملاعبمنتخبنا لا حشى ما يغلبونهأغاني المناسباتفي العام 1977 لحن الفنان مصطفى العوضي من كلمات الشاعر سلطان عبد الله السلطان أغنيتين: «مباركين واسعيد»، غناه غازي العطار، «عيد الهنا» غناه المطرب يحيى أحمد. وفي العام نفسه لحن له ياسين رمضان أغنية «أشرق ولاح» غناها المطرب غازي العطار، وفي العام 1979 غنى له الفنان عبد الحميد السيد من ألحانه أغنية دينية يقول في مطلعها:رب العباد نطلب رضاكأنت المراد جل علاكوفي العام 1980 غنت له المطربة خالدة من ألحان حمدي الحريري أغنية دينية في عنوان «شهر الصيام» يقول في مطلعها:بشرى للإسلامفي شهر الصيامبشرى للي استقبلالشهر الكريموفي العام نفسه غنى له المطرب مصطفى أحمد من ألحانه:يا شهر الطاعة والغفرانيا شهر الصوم يا مباركهلا بك يا شهر رمضانعلينا هلت أنواركمطربون عربغنى مطربون عرب كثر من كلمات الشاعر سلطان عبد الله السلطان من بينهم: وديع الصافي، هيام يونس، وطفة، حمدان الساحر، ماجدة الجزائرية، خالدة، سلوى، محمد عبده، أغاريد، أحلام وهبي، محمد المحروقي، صباح الجزائرية، مائدة نزهة، إبراهيم حبيب، درية جلال، كارم محمد... من هذه الأغنيات «عنك أما ما أسلى» تلحين سعود الراشد يقول فيها:عنك أنا ما أسلى لو أنت ساليأنت روحي وأغلى من كل غاليومن مملكة البحرين غنى له المطرب محمد المحرقي «ملينا من كثر الصبر» من ألحان البحريني عبد الله بوشيخة يقول في مطلعها:ملينا من كثر الصبر ملينايا ما سهرنا للهوى وغنيناما ذقنـا راحة من دخلنا دروبهدوم يعذب ..احنا ولا تهنيناومن الجزائر غنت له المطربة ماجدة «يا كويت يا بلد الأمان» (1975)، أغنية وطنية عن الكويت من ألحان حمدي الحريري.من أقواله• كان مؤلف الأغاني يكتب بإحساس الفنان.• عندنا مجموعة ممتازة من مؤلفي الأغاني الذين يكتبون الأغنية الكويتية الشعبية الأصيلة.• ظهور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أكثر من هدية غالية يحصل عليها الفنان الكويتي.• الفنان الكويتي حتى الآن مهضوم الحق مادياً ومعنوياً.• أعتقد أن العمل الفني الناجح لا يخضع لمقاييس ومعايير محددة، لأنه يقوم أساساً على الحس المرهف من المؤلف الذي يعول عليه كثيراً في صياغة كلمات جميلة بديعة، ولحن جميل تستقبله الأسماع بروح من الرضا والمودة، ينطلق على لسان مطرب جيد يؤديه بشكل لائق يسمو بالمشاعر والأحاسيس.• المؤلف الناجح من يؤثر في مجتمعه أولاً ومجتمع غيره، بالاطلاع على المجتمعات الأخرى عن طريق القراءة. يكتب الشاعر الأغنية من واقع ما يصوره له المجتمع، فهو يكتب لكل الناس ويحس بإحساسهم.• الفن قبل كل شيء رسالة سامية قبل أن يكون تجارة رابحة، وطبعاً لا مانع من أن يتاجر الفنان بفنه، شرط أن تكون هذه التجارة وما يقدمه الفنان للجمهور على مستوى رفيع.• كتابة الأغنية ليست بالمهمة السهلة، فهي إحساس قبل كل شيء، وللخبرة دورها في تسهيل مهمة كتابة الأغنية.• سعود الراشد فنان أصيل له فضل في تطوير الأغنية الكويتية.• الدولة قدمت وأعطت للفنان الكثير ولا تزال تقدم.• لكل مؤلف وقت معين للكتابة وطريقة خاصة، أما أنا فأرتاح إلى الكتابة عندما أكون في زحمة الناس.• أنا كتبت باللهجة المحلية وباللهجة الدارجة واللغة العربية الفصحى، وعندما تنزل القريحة أكتبها بأي لهجة.• الضعف الذي يقال عن النص الغنائي يتركز بما تقدمه بعض العناصر الدخيلة على الأغنية الكويتية.